أ. د. علي الهيل

نجح المخطط الصهيوني في تغيير الصراع في العالم العربي من عربي صهيوني إلى عربي عربي.  هذا كان حلم “إسرائيل” و تحقق بعد أربعة عقود تقريباً و على الأرجح منذ عزل مصر عن محيطها العربي عن طريق تكبيلها باتفاقيات (كامب ديفيد.)

بعد تلك الإتفاقية دخل العالم العربي في نفق لماّ يزل يقبع فيه.  حرب العراق مع إيران و انقسام العرب حكومات و شعوباَ بين مؤيد للعراق و مؤيد لإيران أو على الأقل متحفظ على العراق.  ما كادت الحرب تلك تضع أوزارها حتى غزا العراق الكويت واضعاً اللبنة الأولى في تغير الصراع.  تدخلت الصهيونية العالمية مستخدمة أدواتها أمريكا و بعض دول الغرب و تم تدمير العراق و شنق رئيسه بشكل بدأ أنه إيذان بدخول العصر الصهيوني.  تم تصميم “الربيع العربي” صهيونياًّ مستغلين عواطف الشعوب العربية في التخلص من الديكتاتورية و توقاً للديمقراطية.  شكل “الربيع العربي” البداية لتغيير الصراع في العالم العربي من عربي صهيوني إلى عربي عربي.

أعتقد أن المخطط الصهيوني وصل إلى منتصف العصر الصهيوني الآن الذي فيه دول عربية تقاتل دولاً عربية و تتعامل معها بطريقة أكثر حدةً من تعامل العرب مع “إسرائيل” خلال ستينيات القرن الماضي.  تم ابتلاع الطعم.  الآن يمر يوم القدس العالمي و مسيرات العودة الكبرى في فلسطين و لا صدىً له في العالم العربي.  بل تأتي أخبار من موسكو (لا أدري إن كانت صنيعة المخطط الصهيوني نفسه) من أن صواريخ سيتم إطلاقها في بلد عربي ليتم لصق التهمة بإيران و الحوثيين في اليمن لدخول “إسرائيل” و أدواتها أمريكا و بعض دول الغرب لشن حرب على إيران و حلفائها العري.  الهدف إلهاء العرب و المسلمين و العالم عن ما يدور في فلسطين.  الغاية احتلال “إسرائيل” للعالم العربي.  انتظروا بياناً هاماً.

صحيفة رأي اليوم