جدة.. والمطار.. والتلوث
عبدالعزيز حسين الصويغ
يُحذرنا الصديق الكريم الدكتور علي عشقي، الأستاذ في كلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة -وهو أحد المتخصصين القلائل في حقله- من الأخطار البيئية التي تتزايد سنة بعد أخرى دون أن يجد لتحذيراته وزملائه صدى لدى جهات الاختصاص المعنية بالبيئة، أو تلك المسؤولة عن نظام الصرف الصحي في محافظة جدة.
فعلى مدى السنوات السابقة حذر د. عشقي، في أكثر من مناسبة، من تصريف مياه الصرف الصحي (المجاري) في البحر الأحمر، وهو ما سيؤدي إلى تدمير كل الأحياء المائية والحياة البحرية في البحر الأحمر، والتي تُمثِّل 2.5% من حجم البحر الأحمر، وتتركَّز في معظمها بالقرب من الشواطئ فيما يُعرف بالحيد المرجاني الساحلي Fringing Reef.
وحذر د. عشقي أيضاً من الأنشطة البشرية والصناعية والحفر والردم والتجريف في المناطق على طول البحر الأحمر التي خفضت نسبة الحياة إلى حوالي 1.5%، وخفضت من المخزون السمكي بنسبة تزيد على 60% على طول الشواطئ السعودية في البحر الأحمر!
أما مشكلة محطة معالجة الصرف الصحي في مطار الملك عبدالعزيز بجدة، وما تُسبِّبه من «روائح كريهة» يُعاني منها سكان الأحياء الواقعة جنوب وشرق المطار، فحدَّث ولا حرج. فالقضية تتقاذفها شركة المياه الوطنية والهيئة العامة للطيران المدني على مدى السنوات الماضية دون مؤشرات لحل هذه المشكلة.
وإذا كان الأهالي هم المتضرر الرئيس، فإن هذه «الروائح» ستكون –للأسف- أول ما يستقبله الركاب القادمون للمطار الجديد -الذي أنفقت الدولة عليه بلايين الريالات- من ترحيب.. فيا له من استقبالٍ فخيم مع افتتاح مطارنا الدولي الجديد!!
#
نافذة:
في ظل مشاركتنا في كأس العالم.. أقترح أن نأتي بحكم دولي لقيادة المباراة المستعرة بين الهيئة العامة للطيران المدني وشركة المياه.. فبينما يتقاذفا الكرة، تُحسب الفاولات ظلماً على الأهالي، وهم مجرد »شاهد مشفش حاجة«!!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2018/06/10