عبدالله الجميلي

* (فتيات كـريمات من هذا الــوطن) مازِلْـن يَعِـشْنَ أزمة حقيقية، يُصارعْنَ آلامَـهَــا منذ أكثر من خمس عشرة سنة دون أن تلتفت لمعاناتِهِنّ المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، أعني (خريجات كليات التربية) اللائي دَرَسْــنَ فيها عندما كانت تتبع لـ (وزارة التعليم)، أو ماكان يُعرف سابقاً بــ(التربية والتعليم)، التي كانت تُعِدّهُــنّ لِيَكُنَّ معلمات تحت مظلتها، وبالتالي فتعْـيينُهُـنَّ في مدارسها مسؤوليتها.

* ولكن جاء انتقال تلك الكليات للجامعات، ولِمَا كان يُـسمى سَـلَفَاً بــ (وزارة التعليم العالي)، ومن ثَمّ إغلاقها، لِيَتَمّ التخلي عَـنْهنّ، وليُصْبِحْنَ في مَهب الريح، وضيفاتٍ دائمات على البطالة؛ فهُـنَّ إنما تَخَرجْنَ في (تخصصات تربوية بحْتَة وخالصة)؛ فـلا يمكن لَهُنَّ أن يلتحقنَ إلا بـ (مهنة التدريس) التي أغلقَت أبوابها في طريق مُسْتَقْبَلهِنَّ!.

* ملف أو أزمة أولئك المسكينات كتبتُ عنها عدة مرات؛ ولكن تكرار استغاثَتِهُـنَّ المؤدبة عبر مختلف القنوات والأدوات الإعلامية، وعدم وجود مؤشرات لمعالجة مُعَانَـاتِهـنَّ، تناديان بتكرار الكتابة فليس من المنطق والإنصاف -كما ذكرتُ سابقاً- أن تكون (التغييرات الإدارية في الـوزارات والمؤسسات الخَـدَمِيّة) سبباً أو عَـامِــلاً في القضاء على مستقبل فـتيات لا ذنــب لَهُنَّ، فما أعرفه أن ما يَـترتب على أية تغييرات أو تعديلات يَـتِـم التعاملُ معه وتَكْييْفُـه بما يحقق العدالة للمواطن أولاً؛ ولذا فــواجِـب (وزارة التعليم) التي أصبحت أبَاً للقِـطاعِـيْــن العام والعالي أن تتحمل مسئولياتها، وأن تبادر إلى حـلّ أزمة (خريجات كليات التربية) بالتنسيق مع الخدمة المدنية، خاصة وقــد أصـدرَ (مجلس الشورى) توصية تطالبها بذلك، وتلك الخطوة سبق تنفيذها قبل سنوات مع خريجات معاهد المعلمات.

* أخيراً (خريجات كليات التربية) يَفْتَخِرْنَ بمؤهلات تربوية، ومعها الأقدمية فكيف يَقْـفِـزُ علـى حَقِّهـنَّ نظام جدارة مع أن الأولوِيّة لهُنَّ، بينما يَفتح أبوابه ونوافذه بترحاب لغيرهُنَّ ممن قـد لا يحملْنَ أية شهادات تربوية، بل أحياناً يتم تحويل الإداريات إلى تعليمية وهُـنّ منسيات!.

صحيفة المدينة