تداعيات استقالة الحريري من الرياض ما زالت سارية المفعول
عمر عبد القادر غندور
في زحمة الأزمات الخانقة التي يعاني منها لبنان، من كهرباء وفساد واستغلال ومحسوبيات وفضائح طالت الدواء والغذاء ورغيف الخبز، نرى اللبنانيين أكثر تسامحاً مع هذه الأزمات، وأكثر تكيّفاً معها، وآخرها أزمة تشكيل الحكومة التي تراوح مكانها منذ أكثر من شهرين، ولا أمل حتى الآن، ورغم ذلك لا نستغرب تقاطر المغتربين اللبنانيين والعاملين في الخارج على مطار بيروت الدولي وبمعدل عشرين ألف قادم في اليوم، غير آبهين بما يعانيه وطنهم وكأنهم ألِفوا هذه الأزمات منذ قيام لبنان، ولم تعد الأمور والاهتمامات السياسية تشغل بالهم كما هي حال اللبنانيين الذين يتقاسمون السياسة والرغيف رغم ما هم عليه من بلاء…
وحتى ندرك مدى الانحدار في وعي اللبنانيين وتآلفهم مع عظائم التعدّي على حقوقهم، وعبث السياسيين في مستقبل بلدهم، نرى أنّ أزمة احتجاز حرية الرئيس سعد الحريري وإجباره على استقالة حكومته من الرياض، وهو ما أثير خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في مدينة كيبيك الكندية، حيث ظهر الغرب متحداً في رفض هذا الاحتجاز المهين لرئيس الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني…
وفي لبنان لا احد يعبأ بالفضائح الموصوفة التي تطال بعض كبار المسؤولين، ولا من يحاسب!
وعملياً ما زال الرئيس المكلف يعيش أزمة استقالته ولا ندري إلى متى ستستمرّ هذه المماحكات التي تعيق انطلاقة العهد…
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2018/08/09