وفد رفيع من حركة أنصار الله اليمنية يلتقي بالسيد حسن نصرالله.. ما دلالات هذا اللقاء؟
طالب الحسني
اللقاءات التي تجمع الأصدقاء والحلفاء لا تثير التساؤلات ، ينطبق هذا على اللقاء الذي جمع السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله ووفد رفيع من حركة أنصار الله اليمنية يضم الناطق الرسمي والمتحدث بإسم الحركة محمد عبدالسلام بالإضافة إلى عضو المجلس السياسي لأنصار الله عبدالملك العجري و إبراهيم الديلمي المدير العام لشبكة المسيرة الإعلامية التابعة للحركة
الصداقة بين حزب الله وحركة أنصار الله قديمة وعززها موقف الحزب والسيد حسن نصرالله من العدوان على اليمن ، رغم أن هذا الموقف جلب الكثير من الضغوط على الحزب وأمينه العام الذي في كل خطاباته يبدو أكثر تمسكا وقناعة بموقفه الرافض للعدوان الذي تقوده السعودية على اليمن
بالتأكيد أن هذا اللقاء ليس عابرا وخاليا من الدلالات والرسائل وخصوصا أنه اللقاء الأول الذي يعلن بشكل رسمي من الطرفين ، علاوة على اقترابه زمانيا من حدثين مهمين ، الأول يتعلق بالمحادثات اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة عبر مندوبها البريطاني مارتن غريفيث ومن المفترض أن تبدأ في السادس من الشهر المقبل ، أما الحدث الثاني فيتعلق بالضغوط لتشكيل حكومة لبنانية جديدة بناء على نتائج الإنتخابات البرلمانية التي حقق فيها حزب الله وحلفاؤه نصرا كبيرا
الطرفان أقصد حزب الله وأنصار الله يشعران بأنهما حققا انتصارا كبيرا على السعودية والتحالف ” العربي ” الذي تقوده و بغطاء أمريكي معلن في الحرب العسكرية على اليمن والسياسية والإعلامية ضد حزب الله والمقاومة في لبنان ولا يزال بحوزتهما الكثير من القوة للصمود العسكري والسياسي والشعبي في الوقت الذي تشعر السعودية أنها تستنزف نفسها بشكل غير مسبوق ولكنها تحصد نتائج معاكسة تماما
صورة السعودية تزداد سوءا في الشارع الحقوقي والإنساني وأمام الرأي العام العربي والإقليمي والدولي ،والسبب هي تلك المذابح التي ترتكبها في اليمن وآخرها ارتكاب مجزرة واستهداف حافلة تقل عشرات الطلاب تحت سن الحادية عشرة في محافظة صعدة وقتلتهم جميعا ، وأعقب هذه المذبحة إدانات دولية بالجملة ودعوات لوقف الحرب فورا على اليمن ، وهي الدعوة والموقف الذي دعا إليه حزب الله والسيد حسن نصرالله منذ بداية العدوان ، وهذا يعني أن السيد نصرالله لم يجانب الصواب وهو يكرر طوال هذه السنوات رفضه لهذه الحرب ووصفه للسعودية بإنهاء دولة ترتكب مجازر بحق الشعب العربي اليمني الجار
الإتهامات السعودية المتكررة لحزب الله بدعم أنصار الله لم تحصد تأثيرا في الشارع اليمني فمن يرتكب جرائم شبه يومية ولا تتوقف غارات طائراته الثلاث مائة على المدن اليمنية ويفرض حصارا خانقا على قرابة عشرين مليون متوزعون في المحافظات التي تديرها حكومة الإنقاذ الوطني من العاصمة صنعاء ، آخر من يمكن الإنصات إليه ، علاوة على تفخيخ مستقبل علاقة اليمن بالسعودية والإمارات ، في الوقت ذاته ثمة امتنان كبير يكنه الشعب اليمني للسيد نصرالله ولكل من رفض العدوان عليه في هذه الحرب التي تكاد تكون منسية بسبب الخذلان .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/08/20