إليكم أسباب إعلان قوى التحالف وقف عملياته بالحديدة …والسيناريوهات القادمة
زين العابدين عثمان
في بادرة ليست بالمفاجئة أقدمت قوى التحالف السعودي الإماراتي يوم أمس الأربعاء على الإعلان عن إيقافها للعمليات العسكرية والهجومية في معركة الحديدة وذلك تحت عناوين بواحه تدعي أنها إنسانية ولإفساح المجال أمام الإغاثة الدولية بالدخول لسكان الحديدة والشعب اليمني بشكل عام ، طبعا هذا الإعلان أتى بعد مرور أكثر من أسبوعين منذ بدء هذا التحالف بشن اكبر هجوم له منذ بدء العدوان على اليمن والهدف هو التوغل نحو عمق مدينة الحديدة والتقدم صوب ميناءها بغية السيطرة عليه بالقوة العسكرية والذي لازال أمرا لم يتحقق إلى حد اللحظة عدا بعض الاختراقات الميدانية التي بالكاد أنجزتها قوات من مرتزقة الإمارات في مناطق متاخمة لمدينة الحديدة وصحاريها الشمالية الشرقية.
الجدير ذكره أن إعلان تحالف السعودية والإمارات في هذا الظرف بالذات رغم أنه لم يعقبه توقف كلي للعمليات لكنه إعلانا لم يكن عاديا على الإطلاق فهو لم يأتي ليشير إلى امتلاك هذا التحالف المبادرة العسكرية أو أنه في موقع ووضعية قوة ، أو أنه يأتي تلبية للمطالب الدولية الداعية لفتح المجال أمام الأنشطة الإنسانية والإغاثية فالواقع يقول حصرا أن هذا الإعلان كان ترجمة حقيقية متوقعة أولا للهزيمة الساحقة التي لحقت بمرتزقة الإمارات في محاور الاشتباك خلال تصعيدهم الأخير نحو مدينة الحديدة والثاني هو في استحالة التوغل والتقدم في عمق مدينة الحديدة بالوتيرة والتكتيكات الحالية ، وعليه نرى إلى بان هذه المتغيرات الجوهرية بالمنطق السياسي لقوى العدوان توحي بوجود سيناريوهات نتوقع أن حدوثها عقب هذا الإعلان ونستطيع أن نفصلها في الاحتمالات التقريبية التالية:-
الأول :- قد يكون الإعلان هو بداية لتقبل وتسليم تحالف الرياض وأبو ظبي ومن خلفهم واشنطن للهزيمة العسكرية أمام قوات الجيش واللجان الشعبية وأيضا استحالة مواصلة المعركة في الحديدة بالصورة القائمة لعدة أسباب قهرية تتمثل في تفاقم الوضع الإنساني الكارثي على الشعب اليمني الذي يزداد فداحة يوما بعد أخر من جانب و في القدرة الدفاعية لقوات الجيش واللجان التي أثبتت أنها صعبة الكسر والاختراق بأي شكل من الأشكال من الجانب الأخر ، وعطفا على هذين الجانبين قد يكتفي التحالف بالمناطق التي سيطر عليها مؤخرا لتكون أوراقه الضاغطة في المفاوضات القادمة والجنوح للسلام النهائي وإنهاء آلة الحرب كليا على اليمن تحت الرعاية الأممية والدولية ..
الاحتمال الثاني :- يتمثل في أن يكون “إعلان إيقاف العمليات بالحديدة ” هو إعلان شكلي لافت للنظر يغطي هزيمة قوى التحالف السعودي الإماراتي ويترك لها فسحه لترتيب صفوفها وتحشيد قوات إضافية واخذ نفس طويل لتقوم باستئناف عملياتها الهجومية على مدينة الحديدة بتكتيكات واستراتيجيات ربما تكون مغايرة عما سبق ترتكز على استخدام سياسات تدميرية أكثر عنفا ودموية على منازل وسكان مدينة الحديدة لغرض إرهابهم ودفعهم للنزوح الجماعي وهذا هو السيناريو الأكثر واقعية لحد الآن فالإمارات حاليا تقوم بدفع قوات جديدة إلى محاور الاشتباك كما أن هناك مؤشرات تؤكد وجود استعدادات ثانوية لاستئناف الهجوم على المدينة باعتبار أن النتائج الأولية للهجوم خلال الأسبوعين الماضيين لا ترقى إلى أن تكون أوراق ضغط مؤثرة على قيادة صنعاء السياسية في المفاوضات القادمة ..
في نهاية المطاف وعلى ضوء هذه الاحتمالات نأتي لنؤكد للمرة الألف بأن مسألة حسم معركة الحديدة لصالح معسكر تحالف العدوان هي مسالة صعبة المنال ومستحيلة قطعا وفترة ستة أشهر منذ تأسيس هذه المعركة بهندسة وإشراف وقيادة أمريكية تعد فترة أكثر من كافية لإثبات مدى صعوبتها وقساوتها، وعليه نستطيع القول بأن أي تصعيد جديد من قوات مرتزقة الإمارات سيكون مصيره الإخفاق والانهيار وهذه هي النتيجة القديمة -الجديدة التي ستحصل في النهاية ولن ينجز غير الانتصارات الغير أخلاقية والدموية بحق الأبرياء من المدنيين بالحديدة وتدمير منازلهم بالإضافة إلى احتمالية استهداف ميناء الحديدة بشكل خاص ..واترك لكم الأيام المقبلة لتثبت لكم هذه النتائج
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/11/17