ما مستقبل مفاوضات السويد اليمنية؟ وهل أخفقت معركة الحديدة كليا؟ وماهي طبيعة الدور الأمريكي بالمرحلة المقبلة
زين العابدين عثمان
تعاود الإدارة الأمريكية الظهور على صفيح الحرب العدوانية الساخنة التي تقودها السعودية والإمارات على اليمن على أساس أنها داعية وراعية سلام ومهتمة بتحقيق السلام باليمن وإيقاف الحرب و نزيف الدم والدمار بتصاريح أطلقها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يوم أمس الأربعاء الذي أكد وحدد خلالها المفاوضات التي ستعقد بالسويد وتبدأ في الشهر المقبل.
طبعا الإدارة الأمريكية وكما نعلم ويعلمه الجميع على الواقع فهي وخلال الأسابيع التي مضت حاولت أن تظهر نفسها بنفس هذا الصعيد وأنها تدعو للسلام باليمن لكن الذي حصل كان العكس تماما فبعد تصاريح مسؤوليها بالخارجية والدفاع الداعية للسلام آنذاك أطلق المعسكر السعودي الإماراتي اكبر تصعيد عسكري في الحديدة كخطوة عكست بدلائل قطعية بان الدعوات الأمريكية تلك لم تكن سوى دعوات مزيفة هدفها الأساسي تضليل وتخدير الرأي الدولي والعالمي وتوفير الغطاء لحين تنفيذ ذلك التصعيد الضخم الذي تمحور حول السيطرة على ميناء الحديدة باستخدام القوة العسكرية المفرطة .
وعليه تبقى مسألة الوثوق بنوايا ودعوات الإدارة الأمريكية للسلام مسألة معدومة الثقة فطالما وهي لاتزال تعكف على ازدواجية إجرامية من الداخل وإنسانية مزيفه من الخارج تجاه العدوان السعودي الإماراتي على اليمن الذي تدعمه وتشرف على هندسته بخبراءها العسكريين فلايمكن أن تكون طرفا موثوقا به للسلام لأنها هي من أقامت الحرب بالمقام الأول وهي المستفيد من بقاء الحرب باليمن على ماهي عليه فمصالحها الأمنية والاقتصادية مرتكزة على بقاء الحرب ،بالتالي عندما نسقط هذه الحقائق المفصلية على مستقبل المفاوضات التي ربما ستعقد بالسويد بداية الشهر المقبل فكل مؤشراتها أي المفاوضات إذا ما عقدت فنتيجتها ستكون كنتائج سائر المفاوضات السابقة التي تلخصت باستمرارية المعسكر الثلاثي الأمريكي الإماراتي السعودي بالعدوان على اليمن بتصعيدات أكبر وأضخم وأكثر دموية ووحشية ،. لانريد أن نستبق كثيرا مشهد مفاوضات السويد ونقطع الآمال عنها ولكن أردت التوضيح لبعض الاحتمالات الأكثر حصولا لما ستؤول إليه هذه المفاوضات والذي سيكون فشلها وانهيارها احتمال وارد نتيجة السياسات الأمريكية التي لازالت متلاعبة وفوضوية.
أنصار الله أطلقوا على لسان رئيس الثورية العليا الأخ محمد علي الحوثي مؤخرا مبادرة استباقية تضمنت إيقاف العمليات الصاروخية والجوية على الرياض وأبو ظبي كمبادرة إثبات حسن نية للسلام وتأكيد حرص قيادة أنصار الله ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي على تحقيق السلام باليمن وأيضا لإسقاط كل المبررات سواء من معسكر العدوان أو المجتمع الدولي التي تحمل أنصار الله مسؤولية عرقلة المفاوضات ،،.
أما عن معركة الحديدة فهي سواءا توقفت أو لم تتوقف فمعسكر العدوان السعودي الإماراتي والأمريكي اخفق وفشل في كل الأصعدة العسكرية وخرج من هذه المعركة بنتيجة “جعجعة بلا طحين ” فلا أهداف أنجزت ولا تم الحصول على أوراق سياسية قوية بالمفاوضات تؤهل هذا المعسكر بارضاخ أنصار الله ودفعهم نحو تقديم حزمة من التنازلات التي من بينها تسليم ميناء الحديدة .
طبيعة الدور الأمريكي القائم حاليا في واقع الحرب باليمن لازال كما أسلفنا دورا سلبيا تدميريا وعليه فانه سيكون بالمرحلة القادمة التي ستكون موازية لإحداث المفاوضات بالسويد سلبيا كذلك ولن يلعب الدور المتوازن الحقيقي نحو الدفع بعجلة الحرب باليمن نحو السلام وهذا ما يمكن قوله إذا لم تقوم الإدارة الأمريكية بتغيير سياساتها القائمة وازدواجية المعايير التي تنهجها كأسلوب لتحقيق مصالحها فمتى ما قامت بالتغيير وتوجيه نواياها الحقيقة لإيقاف الحرب باليمن فهي ستتوقف بلاشك ولن يدخر جهدا في تحقق السلام الكامل باليمن لكن هذا أمر لازال في فك المصالح الليبرالية الأمريكية المعقدة والمتطرفة التي ترى مصلحة أمريكا فوق كل الاعتبارات الإنسانية .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/11/24