تصفية القضية سترتد على كل دولة عربية وشعبها.. الأردن في قلب الحدث والخيار الوطني أمام الملك
فؤاد البطاينة
إسرائيل تدرك بأنها لوقضت على المقاومة الفلسطينية أو حتى على خمسة عشر مليون فلسطيني ، فإنها لن تفلت من صحوة شعوب الدول العربية ولا من الدول العربية إن استقلت ونهضت.لأنها تعلم بأن فلسطين جزء مقدس من الوطن العربي وكلها وقف إسلامي والأقصى حاضر في صلواتهم اليومية. ومن هنا تدرك بأن هدفها في احتلال وامتلاك فلسطين لن يستقر ولن يكون أمنا لها مالم تُخضع الدول العربية كلها وتجردها من استقلالها ومن قوتها العسكرية وغير العسكرية والعمل على الإبقاء على هذه الحالة ، المرتبطة بإخضاع شعوبها ووضعهم على طريق ونهج متراجع.
الأردن والشعب الأردني لهما خصوصية يتميزان بها على هذا الصعيد عن باقي دول وشعوب العرب. فهما توأمان لفلسطين والشعب الفلسطيني. والقضية واحده. وكل أذى لفلسطين أو لفلسطيني لا يمكن أن يستقر أو يمر إلا بأذى مباشر على الأردن والأردني. فمن يريد السلامة للأردن عليه أن يريد ويعمل على سلامة فلسطين. وعلى الغافل أن يعلم ذلك وعلى الكاره أن يعلم بأنه قدر لا مفر منه. الهدف الصهيوني في فلسطين لم يكتمل بعد ، وصفقة التصفية لم تكتمل بعد.وإن اكتمالها لا يكون إلا في الأردن وبالعمل السياسي مع الأردن لا باستخدام القوة. لكن اكتمالها وتحقيقها هذا مرتبط بالإجهاز على الأردن وتركيع شعبه ، وهذا بدوره مرتبط بالسلوك الأردني قيادة وشعبا.
الشعب الأردني يقف وحده اليوم يتحمل نتائج سياسات مفتعلة تقف وراءها أهداف سياسية ولن تنتهي المعاناة ما لم تتم مواجهة تلك الأهداف السياسية ، لا مظاهرها ووسائلها التي تتخذ شكل الضغوطات الإقتصادية والمعيشية والتهميش والفساد والاختلالات بأنواعها. نتائج يتحملها الشعب ولم يكن له يد فيها أو بصنعها. ولم تترك أمامه نافذة إلا وأغلقتها الدولة. تفصل له حكومات لا ينتخبها والعلاقة معها من طرف واحد ، ولا عمل لها إلا تنفيذ مشاريع توضع أمامها جاهزة. ونواب يُفرضون عليه ويشرِّعون ما تسنه الحكومات ، وأحزاب تحكمها محددات الدولة. فلجأ هذا الشعب إلى النقابات ومؤسسات المجتمع المدني فاخترقتها أجهزة الدولة واشترتها ، وحشر الشعب في زاوية حادة ويجد نفسه اليوم مطالبا بالدفاع عن نفسه بنفسه مباشرة بعد فشل استجارته بالملك صاحب القرار في التغيير ووقف كل ما يجري.
المنطق يقول والواقع يشير إلى أن الحفاظ على الأردن ومؤسسة العرش في هذه المرحلة على المحك. ولن ينجو كلاهما ما دام النظام حليفا لمعسكر الصهيونية والاحتلال وبعيدا عن الشعب. فالدوائر تدور في الأردن على الجميع ، ومن الحكمة أن يستبق الملك الشعب ويتصرف وفقا للحاجات الوطنية ومستحقاتها. وأن لا يستهين به ولا بوسائله وسلوكه حين يكون بموقف الدفاع عن النفس والولد والوطن. سيخرج للشارع بخطاب سياسي بلا قيادة شعبية تضبط إيقاعه. وفي لحظة ما لن تكون الأجهزة الأمنية ولا الجيش قادرا على السيطرة على الموقف.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/12/09