عبدالله المزهر

أهل الرياض -عافانا الله وإياكم- لديهم حسد فطري، فهم لا يريدون الإنجازات إلا لمدينتهم، ولا يرون لغيرها فضلا عليها، ويكرهون أن تتقدم على مدينتهم أي مدينة من مدن الوطن الغالي، ويرون في ذلك انتقاصا من قدر مدينتهم وإساءة لهم لا يقبلونها، ويجاهدون في سبيل التشكيك في إنجازات الآخرين وتفوقهم.

وقد بدا هذا الأمر جليا بعد أن انتشرت معلومة لا أعرف مصدرها تقول إن طريق الملك فهد في الدمام هو أكثر طرق المملكة العربية السعودية ازدحاما مروريا، ولم يكد حبر هذه المعلومة الرائعة يجف حتى انبرى سكان الرياض يشككون فيها ويقللون من هذا الإنجاز العظيم ويدعون زورا وبهتانا أن شوارع الرياض لا يمكن أن يتفوق عليها في الازدحام وسوء التخطيط أي شارع في العالم، ناهيك عن الشوارع المحلية التي لم تبلغ العالمية مثل شوارع الدمام.

والحقيقة أن هذا بهتان عظيم، وفيه تقليل من جهود المخططين لشوارع الدمام خاصة والمنطقة الشرقية بصفة عامة، الذين لم يألوا جهدا في سبيل الوصول إلى هذا الإنجاز الرائع الذي لن يصادره أحد لمجرد أنه يرى الآخرين أقل شأنا منه.

لقد عملت الأمانة والطرق والمرور وكل المخلصين الرائعين في المنطقة وفق خطط مدروسة للوصول إلى هذا الهدف، فحين يكون الطريق الرئيسي الأهم في الدمام والذي يربط شرقها بغربها مكونا من مسارين ضيقين يصعب أن تعبره دراجتان متجاورتان فإن هذه الخطوة لا يمكن أن تكون عبثية، ولكنها جزء من خطة الحصول على اللقب والفوز بجائزة أكثر الطرق ازدحاما وبجدارة تُخرس المشككين في العاصمة!

وعلى أي حال..

العمل ما زال مستمرا، ومن الواضح أن المخططين الدهاة في المنطقة الشرقية لن يعوقهم شيء حتى يصلوا إلى أن تكون الشوارع العشرة الأولى الأكثر ازدحاما من نصيب المنطقة، وهذا عمل يشكرون عليه؛ لأنه يعزز من صورة المنطقة الإيجابية التي يتجاهلها الكثيرون!

صحيفة مكة