زيارة هيل المعروفة الهدف...
عمر عبد القادر غندور
في عزّ العاصفة المناخية والسياسية التي تضرب لبنان «يشرّفنا» ديفيد هيل مساعد وزير الخارجية الأميركية للشرق الأوسط بزيارة خاطفة التقى خلالها كبار المسؤولين و"الأصدقاء" محرّضاً اللبنانيين على إيران وحزب الله الذي يحفر الأنفاق على الحدود الجنوبية ويخرق القرار الأممي 1701، ويتجاهل الخروقات «الإسرائيلية» المتواصلة وآخرها بناء الحائط الأمني داخل الأراضي اللبنانية المتحفظ عليها الى جانب إنشاءات أخرى على الخط الأزرق على خلفية اكتشاف الأنفاق المزعومة، ويتعامى عن التهديدات «الإسرائيلية» بالحرب الاستباقية وبأحدث الأسلحة، واحتقاره لقوات اليونيفيل واحتلال مزارع شبعا وقرية الغجر، ناهيك عن مئات الخروقات البرية والبحرية واستباحة الأجواء اللبنانية على مدار الساعة!
هيل الزائر بلغ به الاستخفاف بعقول اللبنانيين عندما دعاهم الى الدفاع عن أنفسهم واتخاذ القرارات الكبيرة!
طبعاً الزائر الاميركي لا يدعو اللبنانيين الى الدفاع عن أرضهم وأجوائهم وبحرهم في مواجهة خروقات العدو «الإسرائيلي» اليومية، بل يدعوهم الى التقاتل في ما بينهم، وهو يرى انّ الاشتباك السياسي العمودي الحالي بين اللبنانيين، والأصحّ بين سياسيّيه على اقتسام الحصص، هو الوقت المناسب! وسرعان ما أزاح الستار عن غاية زيارته الاستفزازية التحريضية، فدعاهم بعد زيارة لبيت الوسط، الى الفتنة بين كافة المكونات واختلاق النزاعات، قائلاً وبالحرف: لا يجوز أن يكون هناك ميليشيات خارج الدولة تقوم بحفر الأنفاق وحشد مئات الصواريخ التي تهدّد الاستقرار، واصفاً حزب الله بـ «المنظمة الإرهابية»، ثم أوضح اهتمام الولايات المتحدة بنوع الحكومة العتيدة وهذا مهمّ جداً، مؤكداً بذلك انّ ما نشهده من تعقيدات، موصى بها من هنا وهناك بشأن تشكيل الحكومة.
واللافت أنّ التحريض التصاعدي في كلام ديفيد هيل لم يقله بعد زيارته للقصر الجمهوري ولا بعد زيارته رئيس المجلس النيابي، بل بعد زيارته لبيت الوسط، ولا ندري إذا كان يمهّد لحكومة من غير حزب الله!
لا شكّ انّ الأيام المقبلة حبلى بالتطورات. وتبقى ثقتنا بعقلانية الحكماء واللبنانيين جميعاً ان نتجاوز هذه المرحلة الصعبة والحفاظ على لبنان بلد التعايش والتنوّع والسلام.
صحيفة البناء.
أضيف بتاريخ :2019/01/18