متى ستوقعون اتفاقا مع الناس؟!
عبدالله المزهر
كانت العقدة في أغلب المسلسلات والأفلام المصرية هي مشكلة «السكن»، وحفظنا كلمات ومصطلحات من عينة «خلو رجل، وإيجار قديم» وغيرها من المصطلحات التي لم نكن نعرف ماذا تعني. وكنا نتعاطف مع البطل والبطلة في كل مسلسل واللذين كانت أحلامهما تتعثر بسبب صعوبة الحصول على مسكن قبل أن يتدخل المخرج في آخر المسلسل أو الفيلم ويحل المشكلة بطريقة لا يمكن أن تحدث خارج نطاق الأعمال الفنية.
ويبدو أن وزارة الإسكان هي الأخرى معجبة بالدراما المصرية المليئة بمشاكل السكن فبدأت في بحث أوجه التعاون المشترك مع الجانب المصري والبحث عن استثمارات هناك ربما لتقضي تماما على أي حديث عن «الشقة» في أي حوار بين حبيبين في الأعمال المصرية القادمة، ولا شك أن هذا هدف نبيل تشكر عليه الوزارة شكرا عنيفا وهو هدف منطقي لأنه من الصعب تقبل فكرة أن يكون هدف الوزارة هو البحث عن حلول عند من لم يحل المشكلة حتى الآن.
ولأن الوزارة الجميلة مشغولة بحل كثير من المشاكل فهي توقع اتفاقيات مع كل من يقع في يدها من هيئات وشركات فاليوم توقع مع هيئة الطيران المدني وغدا قد توقع اتفاقية تعاون مشترك مع الاتحاد السعودي لكرة القدم بحجة استغلال المساحات التي يتركها المدافعون خلفهم واستغلالها لمشاريع الإسكان.
وعلى أي حال..
فالوزارة الموقرة نشيطة جدا لكنه نشاط في غير محله، هي أشبه بالطالب في أيام الاختبارات، ينظف الغرفة ويطبخ ويلمع الجدران ويرتب الصور في حاسبه الشخصي ويجد رغبة في التواصل مع جميع أصدقائه الأحياء والأموات ويفعل كل عمل يمكن أن يخطر في باله لكنه يشعر بالنعاس حين ينظر إلى الكتاب مع أن فهم هذا الكتاب هو العمل الوحيد المطلوب منه!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/03/05