آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد نادر العمري
عن الكاتب :
كاتب وباحث سياسي سوري

نصر الله يؤكد المؤكد … ويكسب الحرب النفسية

 

محمد نادر العمري

هذا الحديث والذي اعتقد من وجهة نظر شخصية, قدم وصفا” لطبيعة الملفات والتجاذبات التي تشهدها المنطقة والتداخلات الإقليمية والدولية حولها ورسم معالم المرحلة القادمة في طبيعة الصراع مع الكيان الإسرائيلي ومواجهة التكتيكات الأمريكية واتساع الأطماع التركية في توسيع نفوذها, وتضمن إرسال عدة رسائل إلى حدة جبهات في آن واحد ضمن سياق مايمكن تسميته  ” إدارة الحرب النفسية ”  التي يبدو أنها ستشهد تصاعداً في الفترة أو المرحلة القادمة أما لردع العدوان عن محور المقاومة أو لمواجهة الحرب المضادة وتوظيفاتها الداخلية خدمة للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية أو الرئاسية الأميركية أو البلدية التركية.

من حيث الشكل:

- لم يترك الأمين العام لحزب الله أي مجال للتأويلات الإسرائيلية التي سارعت قبيل اللقاء بنشر الإشاعات التي روجت لها وسائل إعلامه تضمن الترويج بأنه ” لقاء مسجل وفي أحد الأنفاق ” بناء على توجيهات القيادتين الأمنية والسياسية من شأنها الحد من تأثيرات السلبية التي سيفرزها اللقاء على الداخل الإسرائيلي, فالمعطيات التي طرحها السيد وأهمها ذكر بنود مسودة الاتفاق التي توصلت لها حركة طالبان وقطر التي تداولتها وسائل الإعلام قبل ساعتين من موعد اللقاء, والرسائل والتفاعلات التي كانت تورد على الجهاز المحمول للمحاور “أ.غسان بن جدو” تشير أن اللقاء حصل في منزل, فضلاً عن مدة اللقاء التي تجاوز (195د) حوالي ثلاث ساعات وربع عكس المزاعم الإسرائيلية التي نشرها بأن اللقاء ساعتين ونصف مسجل, وهذا يفضي بأن السيد حسن في صحة جيدة ويمتلك مايكفي من القوة الصحية والجسدية وحتى النفسية لإجراء مثل هذا اللقاء.

من المعلوم أن توقيت هذا اللقاء يتزامن مع مرحلة بالغة الحساسية والتعقيد التي تشهدها المنطقة سواء فيما يتعلق بالتطورات الحاصلة على الساحة السورية من انتشار النصرة في إدلب وقرار الرئيس الأميركي  بالانسحاب من سوريا وتداعياته والبحث التركي عن ذرائع لاستمرار تدخله وصولاً لخفاية إعادة الدول العربية علاقاتها مع دمشق وصولاً لأهداف نتنياهو الداخلية من القيام بعمليات عدوانية وارتفاع وتيرة الصراع الإسرائيلي مع إيران وتوظيف ذلك لعقد مؤتمرات وتحالفات تخدم واشنطن وتل أبيب, فضلاً عن تأزم تشكيل الحكومة اللبنانية.

جهوزية حزب الله أو إكمال جهوزية الحزب عسكرياً لأي مواجهة مهما كان شكلها وتوقيتها ومكانها, وهذه الجهوزية تتمثل بالسلاح الذي أكد السيد أنه لا حاجة لنقل سلاح جديد والكفاءة التي امتلكها الحزب في الحرب على الإرهاب في سوريا وتداخل الجبهات.

تأكيد الأمين العام بأن محور المقاومة جاهز للرد على أي حماقة إسرائيلية، هذا يعني أن محور المقاومة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا اتخذ قرارا” إستراتيجيا” بالرد حسب طبيعة الرد وحجمه ضمن ما أسماه السيد بتغير قواعد الاشتباك.

محور المقاومة وفق كل المعطيات هو نعم في موضع أفضل، الأمر الذي دفع القوى الكردية للمسارعة بمطالة الحزب وإيران بالتوسط مع دمشق لتلبية بعض مطالبها، وقد يدفع قريبا” تركيا لذات الهدف ولاسيما مع العودة للتطرق لاتفاقية أضنة التي تتضمن “محاربة الإرهاب بالتنسيق بين حكومة البلدين”، ولكن في المقلب الآخر فأن نتنياهو بعد حديث سماحة السيد حسن نصرالله،هو أمام خيارين:

أما الخيار الثاني هو الذهاب نحو مغامرة كبيرة على مستوى المنطقة وهذا سيشكل انتحاراَ سياسياً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى لنتياهو، ومثل هذا الخيار هو مرجح ولا اعتقد بأنه سيخيف محور المقاومة بل يمكن القول بأن المحور بات ينتظر مثل هذه الفرصة لتأكيد قوته و تكريس ما اكتسبه من انجازات وخبرات خلال الفترة الماضية في تلقين الكيان الإسرائيلي درسا” لن ينساه بتاتا”.

 

<p style="\&quot;text-align:" justify;\"="">صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/01/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد