حكيم العريبي… وإهانة الإنسان البحريني
هاني الفردان
قضية لاعب كرة القدم البحريني المطلوب من قبل الأجهزة الأمنية في البحرين، واللاجئ في استراليا والمعتقل حالياً في تايلند حكيم العريبي أصبحت من أكثر القضايا جدلاً وحديث، ومتابعة محلياً وعالمياً.
الخوض في أعماق القضية من الأمور المعقدة، فالسلطات البحرينية تطالب بحقها في تسلمه وتنفيذ حكم المحكمة بعد إدانته بتهمة تخريب مركز شرطة، وكونه بشراً استطاع الخروج من البلاد، وتمكن اللجوء لبلد آخر قبل به، سيتمسك "طبيعياً" برفض العودة إلى البحرين وخيار البقاء في السجن قبال ما كان يعيشه من حرية وممارسته لحياة طبيعية.
بعيداً عن أي الموقفين، شد انتباه العالم يوم الإثنين الماضي (4 فبراير 2019) اقتياد الشرطة التايلندية حكيم العريبي مقيد الرجلين وحافي القدمين في مشهد غير إنساني وبشع يهين الكرامة البشرية.
ضج الكثيرون في العالم، وخلقت تلك الصورة تعاطفاً وتضامناً عالمياً حماية لحق الإنسان كإنسان مهما كان جرمه وفعله وخطيئته.
استغربت كثيراً صمت الجانب البحريني عن ذلك المشهد، فهو بحد ذاته إهانة للإنسان البحريني الذي يتوجب التحرك والرفض والاستنكار.
نعم يحق للسلطات البحرينية المطالبة بتسليم العريبي لها، والضغط في اتجاه ذلك، واستخدام كافة الوسائل الممكنة للوصول لما تريده، ولكنها أيضاً مسئولة عن حفظ كرامته كونه يمثل كرامة البحريني، وكونها هي من تطلبه للعقوبة لا الحكومة التايلندية التي لم يقترف في حقها بأي خطيئة حتى يعامل بهذه "الهمجية".
حتى المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومجلس النواب وغيرهم التزموا الصمت. نعم طالبوا بتسليمه، طالبوا بتنفيذ الحكم القضائي الصادر بحقه، طالبوا بما تريدون، ولكن حافظوا على كرامة البحريني، فما حدث وشاهده العالم يجعل البحريني بلا كرامة، وبلا مدافع عنه.
تلك الصورة التي شهدها العالم مست من مكانة الإنسان البحريني، وزادها تجاهل رسمي وشبه رسمي لوجود خصومة مع فرد، متجاهلين أنها مسئولة عن معاقبة ذلك الفرد والمطالبة به، وكذلك مسئولة أيضاً عن حفظ كرامته التي تمثل كرامة البحريني وسمعته ومكانته واحترامه وحتى هيبته.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2019/02/09