المرأة.. كالطفولة… أول ضحايا الحرب
عبدالرحمن بجاش
يمر الثامن من مارس هذا العام كما هو في الأعوام الماضيه ولأربعة منها خلت يابسا ، جلفا ، حزينا، فقد خلفت الحرب مآس تتحملها في الأخير وتكون ضحيتها الأولى المرأه ..تلك واحده
شريفة… امرأة من ذات مدينة يمنيه فقدت زوجها في الحرب ، أما في الحرب العبثيه بين الاخوه او في العدوان على اليمن ، فكل غارة طيران تخلف ايتاما تتحملهم كعبئ شديد الوطأه المرأة وحدها …تلك الثانية
فاطمه تعول 11نفسا بين ذكور وإناث ، بعد أن قتل والدهم في إحدى جبهات الداخل ، لم يكن لديه مرتب ، فقد كان على باب الله ، رزقه كل يوم على كف الرحمان ، فاطمة الآن لم تستطع فعل شيئ ، وما تذكره الاخبار عن مساعدات انسانية لاتصلها ولا تدري عنها شيئا ، وقد يكون عاقل الحارة أو شيخ المنطقة من يتسلم نيابة عنها!!! ، تتكررالحكاية في كل مدينة وقرية يمنية …
فاطمة مضطرة وزعتهم على إشارات السير في الشوارع ، ومنهم من ينظم إلى سوق العمال المياومة بلا أدنى أمل في الحصول على شغل ، فيتحولون إلى متسولين ….تراهن أسرابا أمام الحوانيت يمدين ايديهن ، هذه تشكوالعوز ، وتلك تحلف لك بالله أنها وأولادها لم يأكلوا من أيام …
ومن المدن حيث لا أمان ، فتنتقل النسوة بأولادهن إلى المدن حيث الأمان النسبي ، قال ذلك الشاب : تركت أمي وأخوتي في أرضية تحت خيمه ،لهم من أمس لم يأكلوامن شيئا …
تتكررالصورة في كل شارع وحي ، هي صورة فجه لنتيجة الحرب على الإنسان ، وبالذات على المرأة التي لاحول لها ولا قوه ….ومن الموت إلى الفقر، فقد وجد رجال كثيرون فجأة أنهم أصبحوا بلا عمل ، بلا راتب ، كانوا تجارفافلسوا ،بالنتيجة هي المرأة من تتحمل النتيجه …فتجد نفسها أمام ضرورة قصوى كيف تطعم ابناءها ..
لايدرك مفجروا الحروب ومشعليها نتائجها المجتمعيه ، فيبالغون في غيهم ولتحقيق أهدافهم فيسحقون في طريقهم كثيرا من القيم التي تمثلها كرامة الانسان ، أمام الجوع يتساقط الناس صرعى ، والمرأة أول الصفوف …
أشكال وألوان من المعاناه يحضر الثامن من مارس يوم المرأة العالمي تحاصر المراة هنا في اليمن من أقصاه إلى أقصاه ، ولاثمة أمل إلا بلقمة تستر الانسان تعاني في سبيل الوصول المرأة إليها الأمرين ، فيظل أطفالها اليتامى يتضورون جوعا، ولامؤشر في الأفق ليوم تضع فيه الحرب في وعلى اليمن أوزارها ، مايعني أن أمهات جدد سيعانين ، وطوابير جوع ستكبر، ومساحة فقر تتسع كل لحظه …ولايوجد في الأفق أمل ينتظره الإنسان لينجو …
الفقر والجوع والتشرد بسبب الحرب تتحمل وزره المرأه ، وفي الصورة لم تعد هنا حتى ثمة اتحاد أو جمعية للمرأة تلملم جراح نفوسهن نتيجة الويلات التي خلفتها الحرب …
في ما مضى كانت معاناة المرأة الأهم تتمثل في الثانوية العامة والمستقبل الضبابي للأولاد أو للبلد عموما ، الآن لم تعد اللقمة تصل إلى الأفواه الجائعه ، وعبئ اسري يكبر كل لحظه ، وفي الارياف تتبدى الصورة قاتمة ، ولا أحد يفكر بالمرأة تحديدا ، مايجعلنا هنا لعل وعسى أن نوجه نظر العالم بوحي من 8 مارس إلى أن المرأة اليمنية أصبحت مشردة ، فقيرة، لاأفق أمامها ، وعبئ الأيتام يثقل كاهلها ، لاتدري ماذا تفعل في نفس اللحظة التي يردد القول بضرورة إشراك المرأة في تسوية لامؤشرلها ، نقول أن المرأة هنا تطالب إشراكها في اللقمة لأولادها إلى جانب الايدي التي تأكل ولاتشبع ….هنا الحكاية الثالثة والرابعة
المرأة الأم في اليمن هي من يتحمل العبئ ، وهي الضحية، وهي المطالبة بكل شيئ ، وتكاد لاتعطى شيئا ….هنا الحكاية الخامسة وليست الاخيرة يمنيا ..
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/03/10