حين تنشر القوات الخاصة الأمريكية دليلاً جديداً لإسقاط الحكومات الأجنبية!
د. نبيل نايلي
“سيكون هذا العمل بمثابة المرجع لحركات العصيان ولصالح فرق العمليات الخاصة وقيادتها المدنية” مقتطف من التقرير.
نشرت مدرسة قيادة العمليات الخاصة بالولايات المتحدة، The official school of the United States’ Special Operations Command ، ورقة جديدة كشفت تارايخًا ولاعا طويلين في عمليات تدخّل البنتاغون حول العالم ، بغية تحويل أفضل سبل “التعامل وتوظيف هذه الجهود حاضرا ومستقبلا”.
الدراسة المؤلّفة من 250 صفحة والصادرة تحت عنوان “دعم المقاومة: الغرض الاستراتيجي والفعالية، Support to Resistance: Strategic Purpose and Effectiveness ” ، قام بتجميعها المحارب القديم في القوات الخاصة ويل إيروين، Will Irwi. على الرغم من أن التقرير يشير إلى أن وجهات نظره “هي محض آراء المؤلف” ، فإن النتائج التي توصّل إليها تقدّم لمحة شاملة على كيفية دعم الولايات المتحدة للجهود المبذولة للضغط على الحكومات الأجنبية وتقويضها والإطاحة بها.
ويتضمّن التّقرير حوالى 47 دراسة حالة امتدّت من عام 1941 إلى عام 2003، شملت بالتفصيل كمّا هائلا من النتائج المختلطة التي تضمّنت “مساعدة” الحزبيين للمناهضين لمحور القوة، Axis Power، خلال الحرب العالمية الثانية، وتعزيز القوات المعادية للشيوعية طوال الحرب الباردة ومتابعة ما بعد 11 سبتمبر في أفغانستان والعراق.
يشار إلى إنّ الانقلابات العديدة المدبّرة من قبل واشنطن خلال سنوات السبعين الماضية “لم تُدرج في هذه الدراسة “. تمّ تقسيم الحالات إلى ثلاث فئات دعم رئيسية (STR): من الاضطرابات إلى الإكراه فتغيير الأنظمة!
من بين الحالات الـ 47 التي تمّ تحليلها اعتبرت 23 حالات “ناجحة” ، في حين صنّفت 20 منها “فاشلة” ، وتمّ تصنيف حالتين على أنهما “ناجحتان جزئيًا” وحالتان أخريان – كلاهما خلال الحرب العالمية الثانية – سمّيتا ب”غير الحاسمتين” حيث أدى الصراع الأوسع إلى انتصار. الإكراه اعتبر “أنجح الطرق” في حين أنّ الاضطرابات والقلاقل فليست نتائجه مضمونة تماما أما تغيير النظام فقد أدّى إلى النتيجة المرغوبة في 29 في المائة من الحالات التي تمّ استعراضها.
النتائج الرئيسية تضمّنت أيضا ملاحظات مفادها أنّ معظم العمليات التي “نُفِّذت في ظلّ ظروف الحرب نجحت تقريبًا في ضعف الحالات التي أجريت وقت السلم” كذلك “دعم العصيان المدني اللاّ عنفي يبدو أنه من المرجّح أن ينجح أكثر من دعم العصيان المسلّح. ” وفي ثمانية من حالات الفشل الـ 20 ألقى المؤلّف باللّوم على الخروقات الأمنية التي أوقعت العدو في وقت مبكّر، وربما في بعض الأحيان من خلال التغطية في وسائل الإعلام الأمريكية، كما قد يكون الحال مع قصص الصحف قبل عملية “خليج الخنازير” المدعومة والمنظّمة من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
الصحيفة أقرّت أيضًا بأنّ هذا النوع من المهمّات “يعالج في أغلب الأحيان القضايا العاجلة والمصالح قصيرة الأجل وليس المصالح طويلة الأمد”، ورغم أنها دافعت عن المضاعفات “غير المقصودة” للتدخّل الأمريكي كما حصل مع المجاهدين الأفغان الذين شكّل بعضهم حركة طالبان والقاعدة ، وربما تحوّلوا بعدها إلى عدو لدود.
نفهم الآن –أو من أراد الفهم- حقيقة ما يجري في دولنا وسر هذا الإصرار على “تبنّي” كلّ تحرّك أو هبّة شعبية تختطف ثم تُحرف عن مسارها!!!
أ لم تعتبر الولايات المتحدة روسيا والصين “قوى منافسة” –حتى لا نقول عدوة-؟ وقام الرئيس دونالد ترامب بتسمية القوى بالاسم في وثائق الإستراتيجية الرئيسية. لتشنّ واشنطن حروبًا اقتصادية مع أعداء آخرين مثل إيران وسوريا وفنزويلا ؟؟؟
أ لم يسعى البيت الأبيض إلى الإطاحة بحكوماتهم سرّا وعلنًا؟ متهمًا إياهم بانتهاكات حقوق الإنسان ثم “تهديدًا للأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها”؟؟؟؟؟
هل يعتبرون؟؟؟
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/05/18