إنعكاسات الحرب التجارية الدائرة الآن على اقتصادنا
عبدالنبي الشعلة
نتذكر العام 1914م بأنه العام الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الأولى التي أوقد شرارتها طالب صربي قام باغتيال ولي عهد النمسا وزوجته أثناء زيارتهما لمدينة سراييفو. راح ضحية تلك الحرب أكثر من 37 مليون شخص من مدنيين وعسكريين بين قتيل وجريح ومفقود.
ونتذكر العام 1939 بأنه العام الذي نشبت فيه الحرب العالمية الثانية التي أشعل نيرانها المستشار الألماني أدولف هتلر، وبلغ العدد الإجمالي للخسائر البشرية في تلك الحرب أكثر من 61 مليون قتيل بين مدنيّ وعسكريّ.
فهل سنتذكر في المستقبل العام 2018 بأنه العام الذي نشبت فيه الحرب العالمية التجارية التي أشعل فتيلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟ مع العلم أن الحروب التجارية لا تختلف أضرارها كثيرًا عن الحروب العسكرية التقليدية، والفرق الأساسي بين الاثنين هو أن القنابل والصواريخ التي تستخدم في النزاعات العسكرية تستبدل بالرسوم والتعاريف الجمركية.
ففي بداية العام المذكور، وهو العام الماضي، شن ترامب أول معارك هذه الحرب التي هيأ لها الشعب الأميركي والعالم مسبقًا أثناء حملته الانتخابية عندما وعد فيها باستعادة العظمة الأميركية، وركّز على مقولة “المنتج الأميركي أولا”، ووعد بدعم التجارة الأميركية وجعلها منصفة أو عادلة لبلاده، حتى لو كان ذلك يهدد العرف الدبلوماسي بين الدول، وحتى لو كان تنفيذ هذه الوعود يجر الولايات المتحدة إلى حروب تجارية قد تكون آثارها بعيدة المدى وذات تأثير عميق مثلها مثل الحروب التقليدية، وذلك ردًا على ما تتعرض له الولايات المتحدة، كما يقول، من ممارسات تجارية غير عادلة على مدى سنوات من جانب الصين وغيرها من الدول، بما في ذلك اتهام هذه الدول بالسرقة والاعتداء على رصيد الملكية الفكرية الأميركية والاختراق والتجسس التكنولوجي والصناعي والسيبراني ما يشكل تهديدًا لأمنها القومي.
ولذلك، وبعد فوزه في الانتخابات وتوليه السلطة اشتعلت الحرب التجارية بالفعل بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، عندما فتح ترامب جبهة الصين كأول الجبهات في معركته الأولى في هذه الحرب، وقتها اتهمت الصين الولايات المتحدة ببدء أكبر حرب تجارية فى التاريخ.
يتبع
جريدة البلاد
أضيف بتاريخ :2019/05/20