ما هي الرسائل التي أراد السيد نصرالله إيصالها في عيد المقاومة والتحرير؟!
محمد النوباني
من استمع مساء أمس إلى اللهجة الواثقة والنبرة الهادئة التي اتسم بها الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني بمناسبة عيد المقاومة والتحرير ١٩ تأكد له المؤكد وهو أن زمام المبادرة الاستراتيجية في المنطقة لم يعد بيد أمريكا وإسرائيل وحلفهما غير المقدس بل بات بيد حزب الله بشكل خاص ومحور المقاومة بشكل عام
وقد عبر السيد نصر الله عن هذه الحقيقة عندما أعرب عن الفخر بما يقوله الإسرائيليون من أن حزب الله بات يشكل تهديدا استراتيجيا لإسرائيل
الرجل لم “يجعجع “ولم يطلق العنان لتهديدات جوفاء بقدر ما وضع النقاط على الحروف مؤكدا بأن مزارع شبعا وتلال كفار شوبا والجزء اللبناني من قرية الحضر هي أراض لبنانية تحتلها إسرائيل وستعود أجلا أم عاجلا إلى أصحابه الشرعيين وأشار إلى أن لبنان لن يسمح لإسرائيل بسلب حقوقه النفطية والغازية منوها إلى أنه في حال قررت إسرائيل حرمان لبنان من هذه الثروة فان المقاومة سوف تمنعها من الاستفادة من حقول النفط والغاز الواقعة في المياه الإقليمية الفلسطينية المحتلة
وشدد نصر الله على أنه لولا المقاومة في لبنان وتمكنها من تحرير جنوب لبنان عام ٢٠٠٠ وردع إسرائيل لقام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإهداء جنوب لبنان للكيان الإسرائيلي كما فعل مع القدس وهضبة الجولان
وأشاد أمين عام حزب الله بالموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن، التي تشكل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية، معتبرا بأن اجماع الفصائل والسلطة الفلسطينية على رفضها وكذلك على رفض حضور ورشه التفريط بالقضية الفلسطينية التي ستعقد في عاصمة البحرين المنامة في الخامس والعشرين من الشهر المقبل هو ضمانة لاسقاطها.الأمر الذي أعاد إلى الأذهان ما قاله مرارا بأن صفقة القرن لن تحقق النور طالما أن أمريكا وإسرائيل لن تجدان من يوقع عليها من الفلسطينيين
وفي إشارة واضحة إلى أن الهدف اأساس من عقد مؤتمر المنامة الاقتصادي هو توفير الأموال اللازمة من أجل إحياء مشاريع التوطين التصفوية للاجئين الفلسطينيين وتحديدا في لبنان طالب السيد نصر الله بتضافر جهود اللبنانيين والفلسطينيين لإحباط هذا المخطط الخطير من خلال عقد اجتماع لبناني فلسطيني مشترك يتمخض عنه وضع خطة مشتركة لمواجهة مؤامرة التوطين
وثمن أمين عام حزب الله عاليا معارضة الحركة الوطنية البحرينية والمرجعيات الدينية البحرينية لمؤتمر المنامة الاقتصادي مؤكدا بأن هذا الرفض يؤكد على عزلة حكام البحرين وعدم تعبيرهم في موقفهم التفريطي هذا عن الإرادة الحرة للشعب البحريني..
تجدر الإشارة إلى أن السيد حسن نصر الله دعا في خطابه إلى أوسع مشاركة في المسيرات الجماهيرية التي ستخرج يوم الجمعة القادم بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في كل عام منوها إلى أن عنوان مسيرات هذا العام ستكون اسقاط صفقة القرن
بقي القول أن السيد نصر الله ربما لم يقل كل ما في جعبته في خطاب الليلة وتحديدا حول الأزمة المحتدمة ببن إيران والولايات المتحدة الأمريكية واختار تأجيل ذلك إلى الخطاب الذي سيلقيه بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يصادف الجمعة الأخيرة من رمضان يوم الجمعة القادم إلا أن رسالته لمن يهمهم الأمر في تل أبيب وواشنطن قد وصلت.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/05/27