هل يُسقط المرشد الإيراني الأعلى ترامب في الانتخابات القادمة؟
بسام أبو شريف
الجميع يظن أن ترامب يحتاج بشكل سريع وواضح إلى موافقة إيران على التفاوض ، وكما قال : بدون شروط وبهدف واحد هو ضمان عدم امتلاك إيران للسلاح النووي .
لماذا يحتاج ترامب موافقة إيران على التفاوض ؟؟ سؤال هام وجوابه دليل للجميع حول كيف تدار المعارك السياسية ، ترامب لايريد من إيران إلا الشروع بالمفاوضات ويعتقد أنه سيتمكن من خوض المفاوضات كما يريد وبجدوله هو وليس جدول إيران .
بعد سلسلة من النكسات التي ألمت بكل قراراته وخطواته على مدى سنوات حكمه ( حائط المكسيك – الضمان الصحي – الحرب التجارية – الانسحاب من اتفاق المناخ – محاولة تدمير الأمم المتحدة وتجميد الأونروا ) ، لايمكن لترامب أن يطمئن لنتائج الانتخابات القادمة إلا إذا وافقت إيران على التفاوض .
فهذا التصعيد والبناء الدرامي لمايدور في الخليج ( وقد يكون ضمن تكليف إسرائيل بتنفيذ ضرب شاحنات النفط في خليج عمان ) ، تم إسقاط الطائرة الجاسوسة وعدم إسقاط الطائرة المأهولة وكيل ترامب المديح لحكمة إيران تم توجيه الضربة الالكترونية لشل حواسيب الرادار وبطاريات الصواريخ ، وكلام بولتون مع نتنياهو وتهديده بالحرب مرة أخرى كلها رسائل من فقد أعصابه ويدمره القلق من المستقبل ومايحمله له هدفه الآن أن ينتصر في الانتخابات (2020 ) ، وليأت بعدها مايأتي فالذات الترامبية هي ( عصارة العنصرية والصهيونية والنرجسية المدمرة ) .
وقادت غطرسة ترامب وخطواته غير المحسوبة إلا على حواسيب الغرب التي تجهل معاني ومضمون ” الكرامة الوطنية ” لكافة الشعوب العريقة – تراكم حكمة الأمم من تجاربها الطويلة وقدرةالشعوب وإرادتها على انتزاع حقوقها .
حواسيبهم قالت لترامب أن الضغط الاقتصادي والحصار والتهديد وحشد القوى سوف يأتي بإيران صاغرة لطاولة المفاوضات ، وفوجئ ترامب عندما قال المرشد لرئيس وزراء اليابان نرفض مفاوضة واشنطن ، ولن أرد على رسالة ترامب لأنه لايستحق ردا مني ، كلام الكبرياء الوطني وكلام الإرادة الشعبية لمحاربة الظالمين ودعم المظلومين .
وفهم رئيس وزراء اليابان تماما ماذا يعني المرشد ، فاليابان أمة عريقة أيضا بكرامتها الوطنية وتراثها الثقافي والحضاري ، وتجربتها كأول ضحايا القنبلة النووية العدوانية على يد الولايات المتحدة في هيروشيما وناجازاكي .
ترامب بحاجة لموافقة إيران حتى ينجح في الانتخابات ، والنتيجة هي أن ترامب بكل حواسيبه وضع مستقبله بيد إيران ، فإيران قادرة على إسقاطه أو انجاحه وهذا هو الانجاز الايراني الكبير ، والذي يكاد يكتم نفس ترامب وحاول ترامب عندما أعلن عن ضربة كانت معدة وألغاها لأن قلبه ” الرقيق ” ، لم يتحمل أن يقتل 150 مدنيا مقابل طائرة غير مأهولة ، والغباء الأميركي تخيل أن إيران لا ذاكرة لها وأنها لاتملك الأعداد الكبيرة التي قتلها الجنود الأميركيون في العراق وسوريا وافغانستان واليمن ، وإيران تتصرف بحكمة ” كما قال ترامب وبولتون أوشك على أن يلقي به على قارعة أول طريق ، وكوشنر يعاني الفشل في البحرين ، فلجأ بولتون إلى نتنياهو الذي قال بكل وقاحة العنصريين الدمويين بالحرف : ” أن إيران تعتدي كل يوم على اليمن وسوريا والعراق ولبنان ” ، أي أنها تعتدي على هذه الدول عن دعمها لمحور المقاومة ورفض التطبيع مع إسرائيل !! .
وهذا القول بطبيعة الحال ليس موجها للرأي العام في المنطقة بل للرأي الخاص المحصور بالقصور التي يشغلها موظفون لدى الإدارة الأميركية وأجهزة أمنها مثل السي آي ايه والأمن القومي الأميركي ، وعلى رأس هؤلاء محمد بن سلمان الذي نظمه ويقوده فعليا جاريد كوشنر وزوجته ابنة ترامب .
محمد بن سلمان نظم كعميل يمكن إدارته بأصبع كوشنر لأنه يمتلك درجات عالية جدا في سلم الغباء نقول ذلك لأنه يستخدم الآن كأنبوب تفريغ لثروات العرب والمسلمين في الجزيرة لجيوب إسرائيل والحركة الصهيونية ومؤسسات ترامب والصهاينة في مجمع الصناعات العسكرية الأميركية .
ولكن ماهي الفكرة الجديدة ؟
إذا افترضنا أن ترامب تراجع عن العقوبات وهيأ الأرض لموافقة إيران على إجراء مفاوضات تقتصر على السلاح النووي ” كما طلب ترامب ” ، فإن العنوان الذي نقترحه هو (اتفاقية لخلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ) ، أي أن يصبح على جدول الأعمال نزع السلاح النووي من إسرائيل كما يحاول ترامب أن يفعل مع كوريا الشمالية .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/06/25