سمبوسة "طيران الخليج" من أموال من؟
هاني الفردان
ساد قبل أيام موجة من "السخرية" والانتقاد، عندما نُشر خبر فتح مجلس المناقصات مناقصة لشركة طيران الخليج، لتوفير سمبوسة حلوة لمسافري الصقر الذهبي، وتنافست على المناقصة شركتان، بأقل العطاءات بـ201.9 ألف دينار.
كمية كبيرة من التعليقات الساخرة على خبر "السمبوسة" الحلوة، وكمية كبيرة من النقد للناقلة الوطنية التي لازالت تعاني من الخسائر المادية.
شركة طيران الخليج تعاني منذ سنوات من عدم قدرتها على تجاوز خسائرها المالية، وتعمل جاهدةً لتجاوز تلك المحنة بتقليل حجم الخسائر والحد منها، ومع ذلك وعلى رغم حديث البعض من أن الشركة لن تتأثر بأي قرارات، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، في ظل المنافسة الكبيرة بين شركات الطيران الإقليمية، التي ستعمل على استغلال الفرصة أمامها لاقتناص حتى الحصة البسيطة التي كانت بحوزة شركة طيران الخليج وجذبها إليها.
طيران الخليج شركة بحرينية تعاني الخسائر المالية منذ سنوات طويلة، ولا تزال تسعى لتخطّي عثراتها من خلال خطوات وإجراءات صعبة، وهي بحاجةٍ للدعم والمساندة في الاستفادة من كل ما يمكن أن يساعدها على بلوغ مرحلة التوازن بين المصروفات والإيرادات، ومن ثم دخول مرحلة الربحية، ويبدو أن تلك المرحلتين ستحتاجان لوقت أطول مما هو مخططٌ له قبل عامين، في ظلّ تأثر الشركة بالتجاذبات السياسية.
السمبوسة الحلوة، لن تكون حلاً للمساهمة في إنقاذ الشركة الوطنية من أزمتها المالية، إلا أنها قد تكون سبباً في زيادة تعثراتها المالية.
حتى محاولة تدارك القضية بنشر تنويه من قبل مجلس المناقصات بأن هناك "خطأ مطبعي في الموقع الإلكتروني للمجلس، علماً بأنه تم تدارك هذا الخطأ ونشر الأسعار الصحيحة على موقع المجلس مباشرةً. لذا وجب التنويه"، لم يكن مجدياً في تدارك الموضوع.
هل هناك دراسة جدوى وحاجة فرضتها الظروف على الشركة لتلجأ لتوفير "سمبوسة حلوة" لمقاعد الدرجة الأولى، ومن سيتحمل تكلفة تلك السمبوسة؟ وما هو العائد من ورائها على الشركة مادياً؟ أسئلة كثيرة، ربما يمكن لأي نائب برلماني حملها وطرحها، حتى يفهم الشعب السبب من وراء تلك السمبوسة، وما سيتم إدخاله من ورائها.
قبل السمبوسة، لابد من بخور فاخر يستقبل به مسافري الصقر الذهبي، وبعد السمبوسة، لابد من قهوة عربية بفريق مقدميها، ويا حبذا لو تتعاقد الشركة مع فرقة عرضة بحرينية للترفيه عن مسافري الناقلة الوطنية، وتكبيدها خسائر مالية أكثر وأكثر!
لصالح مدونة الكاتب هاني الفردان
أضيف بتاريخ :2019/07/03