ماذا وراء التصريحات الأمريكية المتكررة بشأن باب المندب وربطه بمهام التحالف الذي يجري تشكيله تحت عنوان ” حماية السفن “
طالب الحسني
يلقي بعض ” صقور ” الإدارة الأمريكية بين فترة وأخرى تصريحات تحرك المياه الراكدة في معركة الساحل الغربي اليمني لجهة التصعيد وبما لا يخدم مطلقا ” السلام ” بناء على اتفاق ستوكهولم ، منشأ هذا الاتفاق هو محاولات لتحسين الوضع الإنساني السيء بسبب الحرب والحصار الخانق المستمر منذ أكثر من 4أعوام ، ما يعني أن أي تعثر أو عودة لمربع المواجهات سيكون كارثيا على المستوى الإنساني ويهدد معيشة وخبز ملايين المواطنين 15 مليونا بحسب تقديرات الأمم المتحدة .
نعم قد تقرأ بعض التصريحات الأمريكية في هذا الإطار مجاملات للسعودية ، خاصة حين تأتي هذه التصريحات من براين هوك المبعوث الأمريكي بشأن إيران ، يربط هذا الأخير هذه الجبهة بملف التوتر والأعصاب المشدودة بين طهران وواشنطن وبالتالي السعودية والإمارات ، لكن في المقابل ثمة تصريحات لا يمكن قراءتها من هذه الزاوية ومن بينها التصريحات المتكررة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بمبيو بيد أن هذه الإدارة برمتها كثيرة الكلام قليلة الفعل عديمة الخبرة وتجري وراء الصفقات المالية .
نتوقف عند تصريحات الجنرال الأمريكي جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة ، يعتبر دانفورد أحد مهندسي ما بات يعرف بالتحالف العسكري لحماية الملاحة والممرات البحرية في مضيقي هرمز وباب المندب ، وهو التحالف الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيله منذ أسابيع وتحديدا بعيد حوادث تفجير ناقلات النفط في الخليج العماني .
يربط جوزيف دانفورد باب المندب بهرمز وهي إشارة واضحة أن هذا التحالف ( لم يتشكل حتى الآن ) الذي ستقوده واشنطن سيكون له حضورا ونشاطا مؤكدا في البحر الأحمر وبالقرب من السواحل اليمنية ، هذه المنطقة ملتهبة بسبب نشاط السعودية والإمارات العسكري فيها فشلت جميعها في إحكام السيطرة على هذه السواحل بسبب المقاومة الشرسة التي تقودها القوات اليمنية التابعة لحكومة العاصمة صنعاء .
ما يجعلنا ندقق ونضع علامات استفهام كثيرة هنا ، أن السعودية تستميت منذ فترة طويلة في إقناع الرأي العام الدولي أن ما تقوم به من حرب وتصعيد غير مبرر في سواحل اليمن له علاقة بتأمين الملاحة هناك ، أعني باب المندب والشريط الذي يمتد باتجاه الغرب ويمر من سواحل الحديدة غرب اليمن ، هي بالفعل تريد إقناع الولايات المتحدة بمساعدتها في السيطرة على موانئ الحديدة ، الرئة المتبقية لعشرين مليون مواطن يمني ، هل أصبحت إدارة ترامب مقتنعة بالإنخراط في هذا التصعيد تحت مبرر حماية الملاحة ؟! لا نستطيع أن نجزم ولكننا في المقابل لا نستبعد فطائرات الدرونز التجسسية والاستطلاعية لا تتوقف وتحلق باستمرار وتم إسقاط طائرة أمريكية من نزع أم كيو ناين اعترفت بها هيئة الأركان الأمريكية بعد إسبوع من إسقاطها في يوليو الماضي دون أن تعطي مزيد من التفاصيل .
قرائتنا الأولية أن ذلك سيكون بمثابة تفجير حرب ربما تسبق الحرب المنتظرة في هرمز ، فلم يعد هناك مزيد من التحمل للحصار الخانق واستراتيجية التجويع التي تمارس ضد اليمنيين .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/07/12