المرشد يتصدى: إيران وصفقة القرن
بسام أبو شريف
نجحت إيران في التصدي لكل المشاريع العسكرية والسياسية الأميركية في منطقة الخليج وأثبت الشعب الايراني أن استراتيجية مقاومة مشاريع واشنطن وحلفائها يمكن أن تتكلل بالانتصار اذا استندت لصمود الشعب الذي يتعرض للحصار، ولتفعيل أطراف محور المقاومة في أكثر من موقع حاولت واشنطن اخضاعه.
والجميع يعلم أن جهود الصهاينة في البيت الأبيض لاخضاع ايران لمشاريع واشنطن انصبت على الاتفاق النووي، وأن الهجوم الصهيوني بدأ باعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق ضاربة عرض الحائط بكل القرارات الدولية والاميركية المتعلقة بهذا الاتفاق، وبلور الصهاينة في البيت الأبيض وخارجه تدريجيا استراتيجيتهم وتكتيكاتهم ، فانتقل الجهد الصهيوني ليصب في مجرى:-
1- تحسين سلوك ايران في المنطقة.
2- منع ايران من بيع نفطها أو تصديره.
3- محاولة انشاء تحالف يضم اسرائيل تحت حجة حماية الملاحة البحرية في الخليج ومضيق هرمز.
الصهاينة يريدون أن تتقوقع ايران داخل حدودها، وألا تساند المظلومين، وأن تعترف وتتعاون مع اسرائيل.
هذا يعني السكوت على مشروع تصفية قضية فلسطين، والموافقة على صفقة القرن.
ورغم معرفة ايران الأكيدة بأهداف الصهاينة داخل البيت الأبيض وخارجه لم تتصدى لمشروع ترامب سياسيا وعسكريا بشكل مباشر ، بل عالجت بكل حكمة كل المعارك التكتيكية المنبثقة من استراتيجية ترامب ( موظف الحركة الصهيونية في البيت الأبيض ) ، لكن هذا الأسبوع شهد تطورا نوعيا في خطاب المواجهة الايراني مع مشاريع واشنطن، فقد تصدى المرشد لأول مرة علنا للصفقة التي يسعى ترامب لابرامها ، وهي الصفقة التي تمكن اسرائيل من التحكم بفلسطين والشرق الأوسط .
ورد فعل واشنطن على مهاجمة المرشد آية الله خامنئي لصفقة القرن يدل على فزع واشنطن من تصدي ايران لصفقة القرن – صفقة ترامب ، فقد أطلق مسؤول اميركي على موقف المرشد صفة ” الوقاحة”، وكأن فلسطين ملك للبيت الأبيض، والشرق الأوسط ميدانهم الخاص والحصري ، لكن رد الفعل المنفعل في واشنطن يدل على تخوف واشنطن من فشل خطواته السابقة واللاحقة في فلسطين.
فقد استقبل المرشد وفد قيادة حماس، وزارت طهران وفود فصائل المقاومة، وصمد الشعب الفلسطيني صمودا اسطوريا في المسجد الأقصى صبيحة عيد الأضحى، وأفشل مخططات وزير الأمن الاسرائيلي وأتباعه من المرضى بداء الخزعبلات التلمودية، ولاشك أن تصدي المرشد سياسيا لصفقة القرن، هو رد على كل الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي حاول من خلالها ترامب اغراء ايران بعدم معارضة صفقته.
موقف المرشد منسجم مع الموقف المبدئي للجمهورية الاسلامية ، ومع توجيهات آية الله الخميني ، ومن الناحية العملية يشكل اعلان الموقف بداية التصدي لجوهر الاستراتيجية الاميركية ، وهو تصفية قضية فلسطين وابادة الشعب الفلسطيني.
وفي معركة التصدي هذه تقع على عاتق الشعب الفلسطيني المسؤولية الرئيسية في مواجهة مخططات وخطط العدو الصهيوني.
ونعود لنؤكد أن التصدي الفلسطيني يجب ألا يبقى عند الحدود اللفظية التي رسمتها السلطة، بل يجب أن تنتقل المواجهة للشارع ضمن استراتيجية وخطة عمل لمواجهة الاحتلال والتصدي له ولمستوطناته ومستوطنيه ، وضمن اطار المواجهة نعود لنؤكد أن العمل لعقد مؤتمر دولي لطرح البديل المستند لقرارات الأمم المتحدة ضرورة ملحة.
اننا نرى بوضوح أن أزمات اسرائيل الداخلية، وأزمة الاستراتيجية الاميركية الصهيونية أصبحت أزمتين معقدتين ، ولاشك أن المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة عامة سوف يعدل ميزان القوى حتى تنهار مخططات ومشاريع ترامب نتنياهو وابن سلمان.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/08/16