الضفة الغربية وبرميل البارود.. الانفجار بقلم محمد الضيف
الدكتور محمد بكر
أن يعلن قيادي مسؤول في المقاومة الفلسطينية في غزة ” للميادين” بأن المقاومة الفلسطينية ستقف وتقاتل مع حزب الله في أي عدوان محتمل، وكذلك إعلان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذات الموقف كونها جزء من محور المقاومة، هو يأتي كنتيجة متوقعة ولاسيما بعد انقلاب وتحول المشهد الفلسطيني في الكباش مع الاسرائيلي، لجهة تغيير قواعد الاشتباك، وسلسة من العمليات النوعية المتنامية في الضفة الغربية، وتحديداً عملية دوليف التي قُتلت فيها جندية اسرائيلية، وجُرح اثنين نتيجة تفجير عبوة ناسفة عن بعد، وانسحاب المنفذين بسلام، هذه العملية التي وصفتها صحيفة يديعوت احرنوت نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة بالنوعية والتطور الخطير.
مباركة حركة حماس لعملية دوليف على لسان رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، وقوله: ان الضفة الغربية باتت ترقد على برميل من البارود، هذا يؤكد على جملة من التحولات وسيناريوهات المواجهة، تتحول فيها المقاومة الفلسطينية من منظومة حركات مسلحة إلى جيش نظامي يقاتل الجيش الاسرائيلي، كما جاء في وصف يوني بن مناحيم الضابط الأسبق في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية ” أمان”، الذي أكد على أن الزيارة التي قام بها صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، ولقائه مرشد الثورة الايرانية، والحديث عن وعود تلقتها الحركة للتزود في المستقبل بصواريخ دقيقية، وصواريخ كورنيت، وأخرى محمولة على الكتف، وكذلك طائرات مسيرة، كل ذلك سيؤسس بحسب الضابط الإسرائيلي لمواجهة جديدة تتحول فيها حماس من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.
لعل أكبر خطأ استراتيجي ارتكبته اسرائيل عندما سيّرت الطائرات إلى الضاحية الجنوبية في محاولة لتنفيذ هجوم أو اغتيال كمال قال حزب الله، سيسرع ويعجل من مرحلة جديدة في المواجهة عنوانها تسليح الضفة وتكامل سيناريوهات المواجهة بين فلسطين ولبنان وربما الجولان، وتالياً تثقيل الايلام والردع في المواجهة المستقبلية.
في العام 2015 عندما اغتالت اسرائيل مجموعة من القيادات الميدانية لحزب الله في القنيطرة السورية، من بينهم جهاد عماد مغنية وضابط في الحرس الثوري الايراني، أبرق القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، معزياً حزب الله باستشهاد قيادييه، وأكد يومها على ضرورة تكامل جبهات المقاومة بين فلسطين ولبنان والجولان، وتالياً كل المؤشرات اللوجستية اليوم تؤكد على انفجار قريب ربما تشهده الضفة الغربية، ولاسيما بعد عمليات الطعن التي نفذها الشبان الصغار، وعملية مستوطنة غوش عتصيون التي قُتل فيها جندي اسرائيلي بعد النجاح في استدراجه وخطفه، هذا الانفجار الذي سيكون على قاعدة تكامل المسارات السياسية والعسكرية الفلسطينية في مواجهة الإسرائيلي والدعم الميداني للضغط السياسي الذي تحدثه مسيرات العودة جمعةً بعد جمعة من جهة، والبدء في تطبيق نظرية محمد الضيف لجهة التكامل بين جبهات ومحاور بعينها في أي حرب مستقبلية من جهة أخرى.
السلوك الاسرائيلي على قاعدة الاستهداف الممنهج وايصال رسائل بعينها، لجهة التزامن في استهداف حزب الله، والحشد الشعبي في العراق، ومواقع عسكرية في دمشق، وقطاع غزة، أسس في اعتقادنا لمزيد من الثبات ووحدة المصير والتموضع المشترك في خندق واحد لمحور بعينه، وتالياً كل الرسائل الاسرائيلية في الميزان العسكري، هي ذات مدلولات غباء وبداية فرض حلول ترسمها المقاومة، ودفن وتمريغ لصفقة القرن في التراب.
جمهور المقاومة يترقب مفاعيل الوقفة الإسرائيلية ” على رجل ونصف” كمال قال الأمين العام لحزب الله في الخطاب الأخير، ولاسيما بعد سنوات من انحراف البوصلة التي شهدتها جبهات عديدة على امتداد الجغرافيا العربية، أريد فيها المزيد من الإلهاء والاستنزاف والتدمير لأطراف بعينها.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/08/29