كيف تحطمت جوهرة الصناعات الامريكية “الباتريوت” امام صواريخ ومسيرات اليمن؟ ولماذا اصبحت امريكا امام مصيبة تقنية تهدد سمعة اسلحتها؟
زين العابدين عثمان
لربما ان من اقوى الانجازات العسكرية والاستراتيجية التي صدرتها المؤسسه الدفاعية اليمنية خلال مواجهة الحرب العدوانية التي يشنها التحالف الامريكي والسعودي والاماراتي على اليمن منذ اكثر من 5 سنوات،، هو “الانجاز التقني” الذي تمثل في قدرة اليمن بعون الله تعالى وبالجهود الوطنية على تطوير وانتاج اسلحة نوعية متطورة وتكنولوجيا حديثة من المنظومات الباليستية والطائرات المسيرة التكتيكة القادرة على تحييد الوسائط الدفاعية الحديثة وتحقيق الاهداف البعيدة المدى بدقة وبفاعلية متناهية.
فقد استطاع اليمن وبتوفيق الله عبر منظوماته الصاروخية وطائراته دون طيار المصنعه محليا ان يسدد ضربات قاصمة وقاتلة على العمق الاستراتيجي السعودي والاماراتي وان يخترق ويطيح باحد اقوى واحدث التقنيات الدفاعية الامريكية “انظمة الدفاع الصاروخي باتريوت باك 2٫3” والذي صممت لتكون احد المنظومات المحورية في استراتيجيات حماية الامن القومي الامريكي وحماية حلفاءه كالسعودية والامارات وغيرها.
حيث اكدت الاحداث العسكرية ومسرح العمليات الهجومية نحو عمق العاصمة الرياض وابو ظبي مطلع عامي 2018و2019 القدرة العالية التي تمتاز بها الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار اليمنية في ضرب المنشئات الحيوية السعوديةوالاماراتية بفاعلية وقدرتها على تجاوز انظمة الباتريوت واجهزته الرادراية الحديثة وتحييدها بالكامل ، كما حصل مؤخرا اثناء عمليات استهداف مطارات السعودية ومنشآتها النفطية التابعة لشركة ارامكو في بقيق وخريص..
* الباتريوت
الحديث عن نظام الباتريوت هو حديث عن سلاح امريكي متطور يعود في ابعاده وتفاصيله التكنولوجية والحربية الى اسلحة الجيل الرابع الذي تعتبره امريكا مفخرة صناعاتها الدفاعية المتقدمة واكثرها اهمية بعد “منظومات الدرع الصاروخية ثاد THAAD “واحد اسلحتها الدفاعية الاساسية الذي تعتمده في حماية مشاريعها وقواعدها وحلفاءها بالمنطقة والشرق الاوسط من الاخطار والتحديات الاستراتيجية المختلفة المتمثله كالصواريخ الباليستية والصواريخ الطوافة وطائرات الدرون والطائرات القتالية الحديثة .
*فشل الباتريوت… ومصيبة امريكا التقنية *
لعل قضية فشل نظام الباتريوت في حماية السعودية من صواريخ اليمن وطائراته هي الجزئية الاكثر تعقيدا التي يحاول كبار الخبراء والمهندسين الامريكيين تقييمها ومعالجتها باستمرار فمع كل هجوم يمني على العمق السعودي تتضح مؤكدات جديدة لفشل الباتريوت بشكل كلي في مضمار مهامه العملانية وتفوق تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية ببرامج وتحديثات اكثر تطورا وتعقيدا مع مرور الوقت .
لامبالغة بالقول ان انظمة الباتريوت رغم ما تتمتع به من خصائص تقنية متطوره وخصوصا نظام “باتريوت باك- 3 “الجيل الاحدث والذي يصل سعر الصاروخ الواحد مابين 2 الى3 مليون دولار لم تستطيع ان تعطي نسبة انجازات ترقى لمستوى قدراتها والمهام العملياتية المنوطه بها ،كونها احد الخطوط الدفاعية الرئيسية لامريكا ولحلفاءها ،، فالواقع اثبت انها فشلت تماما امام الصاروخ والطائرة المسيرة اليمنية ولم تقدم اي فارق عملاني يرقى لدورها الوظيفي ، وبهذا نستطيع القول بان فشل هذا السلاح يمكن ان نفسره في بعدين رئيسيين :
الاول : ان امريكا بالغت كثيرا في الترويج لقدرات منظومة الباتريوت وان كل ما قيل عن هذه المنظومة من ميزات وارقام وقدرات كان للاستهلاك الاعلامي والتجاري وهذا امر وارد بقوة، فامريكا اثبتت انها تصنع السلاح ولكن ليس بالكفاءة والتقنية الناضجة والمفترضة التي تغطي وظائفها العملياتية الوكل اليها بشكل مثالي ،،فهناك اسلحة كثيرة غير الباتريوت اثبتت فشلها كاسطول دبابات الابرامز M1A1 التي لاتزال ضعيفه جدا امام مضادات الدروع التقليدية كذلك مقاتلات F35 الشبح التي اتضح مؤخرا انها تعاني من عيوب واخطاء كبيرة في تصميمها الهيكلي والتكنولوجي.
2ان فشل وعجز هذه المنظومة يثبت انها اما تعاني من فجوات وعيوب تقنية وفنية حرجة ،واما ان التقنية والقدرات التي تتمتع بها الصواريخ والطائرات دون طيار اليمنية متطورة الى حد كبير يفوق تقنية منظومة الباتريوت نفسها وكلا الامرين وارد .فالتقنية التي يصنع منها الصاروخ اليمني والطائرة المسيرة هي تقنية ذكية ومتقدمة جدا تلبي عوامل اختراق وتحييد الانظمة الدفاعية بانماطها .
التداعيات :
مسألة فشل الباتريوت مسألة واضحه فسواءا كانت نتيجة عيوب وخلل فني في تصميم المنظومة او نتيجة تفوق تقنيةالسلاح اليمني فكلا الحالتين تعد مصيبة كارثية على التكنولوجيا الامريكية ومستقبلها ومستقبل سمعة الاسلحة التي تصنعها ، فاذا كانت منظومة الباتريوت فشلت نتيجة اخطاء فنية فهذا يعني ان امريكا تصنع اسلحة ضعيفة مليئه بالاخطاء ولاتلبي الطموحات الاستراتيجية واذا كان فشلها نتيجة تفوق تقنية السلاح اليمني فهذا سيجعل امريكا ملزمة باعادة الحسابات كثيرا في مسألة قوة وفاعلية اسلحتها التي تصنعها لمواجهة تهديدات دول كبرى كروسيا وايران وكوريا الشمالية ، فاليوم اطاحت التقنية الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية فاعلية نظام الباتريوت وغدا قد يكون نظام ثاد ايضا مشكوك في امره وقد يصبح النظام الدفاعي الامريكي الذي يصتدم بالفشل والاخفاق في معركة التكنولوجيا المحتتمه.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/10/09