راشد الفوزان 

مع التأكيدات بقرب طرح شركة أرامكو، نلحظ وسائل الإعلام الغربية «وول ستريت جورنال، بلومبرغ» وغيرها أصبحت كل يوم تخرج علينا بتحديد شهر ويوم تاريخ بداية اكتتاب أكبر شركة بترول بالعالم، والحقيقة الجميع يترقب هذا الطرح اليوم قبل غد، كسبق صحفي وخبر، وأيضاً للمستثمرين خاصة بالمملكة؛ الأفراد قبل المؤسسات المالية والمستثمرين المؤسسين، والأفراد لهم حق بالتحفز والتشجيع للاستثمار في شركة أرامكو التي تعتبر هي قلب القوة الاقتصادية للمملكة ومصدر الدخل الأكبر في إيرادات الدولة منذ اكتشاف النفط بالمملكة، والجميع وهنا نقول «الجميع» يتطلع لهذا الاكتتاب بكل شغف وترقب وانتظار، فهي فرصة استثمارية مستقبلية واعدة، وهي الشركة التي أصبحت اليوم محط أنظار العالم وأهم مصدر للطاقة في العالم، وتمتلك أرامكو ثلث القوة الإنتاجية في أوبك، وتمتلك نصف احتياطيات الخليج العربي، وربع احتياطي العالم من النفط، والنفط في المملكة يتزايد بالاكتشافات الجديدة ولم ينقص منذ أول يوم اكتشف النفط بها.

اليوم، ومع حملة الاكتتاب وزخم الإعلام الكبير حولها، لماذا لا يُحدد تاريخ الاكتتاب إن كان صدر شيء رسمي ولم يعلن بعد، فهل ما تعلنه الصحافة الغربية هو من باب «التخمين» أو «المعلومة»؟! وأعتقد أن كل هذه الأنباء هي أكبر مؤثر على السوق السعودي اليوم بالضغط عليه من خلال انتظار الاكتتاب، برغم أنني أجد أن التأثير هو إيجابي لا شك، ولكن هناك فئة «تنتظر» فلا هي دخلت السوق، ولا هي عرفت وقت اكتتاب أرامكو والأخبار تنتشر هنا وهناك وتتزايد، فالكل يريد هذه الفرصة الاستثمارية، والتي أعتقد أنها ستُغطى أكثر من مرة، أتمنى من هيئة السوق المالية أن توضح ما يدور من أخبار، خاصة أن الأخبار تتناقل من مصادر لها وزنها في الإعلام الغربي، والكل يتابع ويقرأ بصورة لحظية، وحتى تكون الصورة مكتملة وعلى بينة، فتقديري أن أكثر ما يؤثر على السوق هذه الأيام هو اكتتاب أرامكو، خاصة مع بوادر انفراج للأزمة الأميركية الصينية، لأن الجميع يريد أن يقتنص الفرصة ويستثمر، أو البعض الآخر يعتقد أن هناك تأثيراً على السوق ويريد الشراء بأقل سعر بسبب هؤلاء المنتظرين. دور هيئة السوق المالية هنا مهم وحاسم في إيضاح متى اكتتاب أرامكو؟ قريب إذاً أي شهر أو يوم إن أمكن؟ أو يُوضح أنه السنة المقبلة في الربع الأول أو الثالث، المهم الإيضاح لكي تُقطع كل التنبؤات لتواريخ قد تكون في النهاية كلها غير صحيحة.

صحيفة الرياض