خيار المقاومة يُسقط «صفقة القرن»؟
قاسم صالح
بالأمس كان لقاء في دارة السفارة السورية في بيروت، تحت عنوان: «رفض صفقة القرن المشؤومة والتضامن مع سورية في مواجهة الإرهاب».
من وحي لقاء السفارة السورية، وسورية التي تمثل قلعة الصمود القوميّ وحاضنة المقاومة، يجدر القول بأنّ صفقة القرن تشكل تحدياً مصيرياً لنا جميعاً، لأنها تهدف إلى تصفية المسألة الفلسطينية وترمي الى تأبيد الاحتلال الصهيوني لفلسطين والجولان وأجزاء من لبنان ولتسييد الصهاينة على أمتنا…
لذا، فإنّ المسؤولية هي مجابهة هذا التحدي والقيام بكلّ الخطوات العملية لإسقاط هذه الصفقة، وفي هذا المجال فإنّ الموقف الفلسطيني رفضاً لهذه الصفقة، يعبّد الطريق لخطوات وقرارات جادة وفاعلة لإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية على أساس الخيارات والثوابت الوطنية يكون مرتكزها المقاومة سبيلاً لتحرير فلسطين كلّ فلسطين. وهذا يعني إسقاط الاتفاقات الأمنية مع العدو الصهيوني، لا بل إسقاط “أوسلو” برمّته.
إنّ الشعوب العربية وقواها التي انتفضت في أكثر من ساحة في المغرب العربي ومشرقه، من اليمن إلى العراق وتونس والمغرب ولبنان والشام، وحتماً فلسطين، رفضاً لصفقة القرن، هذا الموقف تجلى بتقديم الدعم لشعبنا في فلسطين وقضيته العادلة ورفض التبعية للمشروع الأميركي الصهيوني، كما تجلى تمسكاً بخيار المقاومة الشاملة لاستعادة الحقوق القومية والوطنية، وتحرير الأراضي المحتلة من رجس الاحتلالين الأميركي والصهيوني ومن سائر الجيوش الأجنبية والعمل لإخراجها من المنطقة وصون سيادة بلادنا.
أمّا الدول والمنظمات لا سيما العربية منها، والتي تهرول باتجاه التطبيع مع العدو الصهيوني وتخضع بالكامل للإملاءات الأميركية، فهي تضع المقدمة الأساس لإنجاح صفقة القرن. لذلك لا بدّ من إسقاط جميع الاتفاقيات التي وقعت مع العدو الصهيوني. وهنا فإنّ دور الشعوب العربية أساسيّ ومحوريّ وهي مطالبة بالوقوف سداً منيعاً بوجه الأنظمة المهرولة والتي تحاول حرف الصراع عن وجهته الطبيعية الأصلية وخلق أعداء وهميين لأمتنا وعالمنا العربي. ومسؤولية شعبنا وكلّ الشعوب العربية أن ترسّخ حقيقة أن “ليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا” إلا الصهاينة ورعاتهم وحلفائهم.
وإلى دور الشعوب، فإنّ على جميع القوى والأحزاب والمنظمات والمؤتمرات الدعوة إلى الفعاليات والمسيرات والاعتصامات والعمل دعماً لفلسطين ولشعبها الصامد والمضحّي والقابض على الجمر.
أما ما يحققه الجيش السوري من انتصارات وصولاً إلى تحرير جميع الأراضي السورية من العصابات الإرهابية وقوى الاحتلال الأميركي والتركي والغربي ومن فلول الرجعية العربية، فله التأثير الأكبر في إسقاط صفقة القرن، لأنّ سورية قاعدة الصمود، وحاملة لواء المقاومة والمدافعة عن القضايا القومية والعربية وفي مقدّمتها قضية فلسطين.
وكلنا ثقة بأنّ شعبنا المتمسك بخيار المقاومة سوف يرفع رايات العزة والكرامة فوق ربوع الأمة بفضل الدماء الزكية التي يقدّمها الشهداء لتروي تراب أمتنا وتينع وتزهر نصراً وتحريراً.
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2020/02/07