اميركا تتجه نحو كارثة بسبب سياسات ترامب وسيتأثر العالم بها وأقرب الدول خاصة الحليفة لاميركا عليها أن تلجم الرئيس ا لامريكي قبل وقوعها
بسام أبو شريف
السياسات العدوانية التي صاغها، ونفذها دونالد ترامب منذ مجيئه للبيت الأبيض نابعة من رغبة ترامب في اعادة عقارب التاريخ للوراء، فترامب الذي حمل للبيت الأبيض على سرير صهيوني ومسيحي صهيوني صاغ سياسات متفرقة، وغير مترابطة، ولا تنضوي تحت استراتيجية واحدة مما دفع بالولايات المتحدة بسرعة نحو حافة هاوية الكارثة.
ذاتية ونرجسية دونالد ترامب لعبت دورا كبيرا دون شك، لكن التأثير الكبير في صياغة سياساته كان لنادي المال الصهيوني الذي خطط لما تعانيه الولايات المتحدة، والعالم طمعا في خدمة اسرائيل أولا وثانيا وثالثا، وفي جمع المال رابعا.
الكارثة التي تسيرنحوها الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب قد تشمل اشعال نار حرب مدمرة ذلك أن ذاتية ونرجسية ترامب قد تدفعه لاستخدام قوة الولايات المتحدة العسكرية لتثبيت مايريد تثبيته وهو “أن الولايات المتحدة هي القوة صاحبة القرار، وهي التي تدير العالم ، وتقرر له سياساته”.
فشل ادارة ترامب في التعامل مع فيروس كورونا سيظهر أكثر خلال فصل الشتاء القادم، لكن حتى تصل الأمور الى مرحلة ظهور آثار الفشل يحاول ترامب القاء للوم على الصين ليخفي فشله الداخلي، وهذه الحرب الاعلامية وحرب الاتهامات والتهديدات التي يشنها ترامب على الصين سوف يكون لها تبعاتها وآثارها ورد فعل عليها، فالصين في زمن ترامب ليست الصين في زمن نيكسون.
واذا كان ترامب يحاول أن يلعب اللعبة الخطرة، وهي لعبة تأخير تطور الصين وتفوقها الاقتصادي والعلمي على الولايات المتحدة، فانها ستكون لعبة تحمل في طياتها احتمالات دمار كبير وواسع.
سياسة ترامب التي أنهت البطالة ، ورفعت أسعار الأسهم في فترة من الفترات أجهضت عند أول أزمة ، وأصبح اقتصاد الولايات المتحدة يعاني من أربعين مليون عاطل عن العمل وهبوط في سوق الأسهم، وعن خلل كبير في الدين الداخلي والخارجي ، وهذا يضع الدولار في خانة خطيرة وسيكون عاملا تدميريا ان جرى التلاعب بالدولار ومديونيته للعالم .
سياسة ترامب العدوانية تتمثل بشكل أساسي في خدمة اسرائيل ومصالحها ، ودعمها للسيطرة على كامل فلسطين وتمكينها في ظل شطب قضية فلسطين من التحكم بكل الأنظمة العربية التي تعمل بدورها (عبر شراء أسلحة تكاد توصل بعض الأنظمة للافلاس)، على منع الجماهير العربية من التحرك قوميا ووطنيا ، وتطبع مع اسرائيل وتمكنها من السيطرة على الممرات المائية والمضائق العربية .
ترامب رسم سياسة (لاشك ستنهار)، في الشرق الأوسط لتحويل ايران الى عدو العرب بدلا من اسرائيل ، وهذا تطلب منه التصرف كصاحب قرار وحق بمنح اسرائيل القدس وكامل فلسطين (بومبيو – ضم الضفة يعود قراره للحكومة الاسرائيلية)، وتحويل الأنظمة العربية الخاضعة لواشنطن الى عدوة للفلسطينيين وثورتهم وحقهم في تقرير المصير، وبدأت السعودية بالقيام بدور الأمن الاسرائيلي باعتقال مناضلين فلسطينيين كانوا كما هي العادة يعملون لجمع التبرعات والتأييد للثورة الفلسطينية.
اعتقال المناضلين الفلسطينيين في السعودية تطور خطير للغاية اذ أنه يعني: تحول أجهزة الأمن السعودية والخليجية الى أجهزة تنفذ أوامر اسرائيل ضد الفلسطينيين.
ويرمي ترامب بقوات كبيرة ومعززة بهدف ابقاء الساحتين العراقية والسورية في حالة استنزاف ، وانكشفت كل الأوراق الخاصة بداعش ، وتبين أن كل ما كنا نقوله صحيح: من أسس داعش وبأي هدف.
التحالف الاميركي الصهيوني التركي كان يعمل طوال الوقت لاشعال النيران والحروب التقسيمية في العراق وسوريا عبر التنظيمات الارهابية التي كانت واشنطن، ومازالت تدعي محاربتها.
محور المقاومة – الانجاز
نستطيع القول ان كل السياسات العدوانية التي اتخذها ترامب ضد الأمم المتحدة ، وهيئاتها نابعة من رغبته في خدمة اسرائيل ، وارهاب المنظمة الدولية من الاعتراض على سياساته وهو يتبع سياسة ارهاب حلفائه الاوروبيين كي لايدعموا حلا غير صفقة القرن، ويريدهم أن يتخلوا عن حل الدولتين ، وحاول التلاعب في هذا العنوان “الدولتين”، عبر استخدامه كذبا وتضليلا في مشروع صفقته مع نتنياهو .
والآن الشرق الأوسط يقترب بسرعة من لحظات حاسمة في تاريخه ، فقد أعلن نتنياهو في ابتزاز واضح للمحكمة التي يقف أمامها متهما بالفساد أن هنالك فرصة يجب ألا تضيعها اسرائيل ، وهي ضم الضفة والأغوار في بداية تموز …. حدد نتنياهو بداية تموز “الرابع من تموز هو عيد استقلال اميركا”، و”17 تموز هو عيد فرنسا – يوم الباستيل”.
المهم لدى نتنياهو أن يسطو على الأرض الفلسطينية قبل بداية الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة ….
يريد أن ينفذ ما قاله ووعد به ترامب قبل أن يحدث أي تغيير قد يدفع ترامب لتغيير موقفه ؟!! اذ يعرف نتنياهو أن شخصية ترامب ومواقفه مرتبطة ونابعة من ذاتيته ونرجسيته ، لقد أرعب ما حصل في “يوم القدس”، على صعيد الشرق الأوسط والعالم أرعب نتنياهو أو يخشى أن تتغير ” الظروف ” ، بحيث لايتمكن من ضم الضفة أو الأغوار بغض النظر عن السيناريوهات لابد أن نكون متأكدين أن حلم نتنياهو الأكبر بشكل عام وبشكل خاص ، هو فرض سيادة اسرائيل على الضفة الغربية والأغوار أي كامل الأرض الفلسطينية باستثناء قطاع غزة ” وهذا كان ما أراده بن غوريون ولم يستطع تحقيقه بسبب موقف دولي”.
أمام هذا الاحتمال ، وأمام أوضاع ترامب الداخلية والخارجية كيف تبدو خريطة الميدان؟
يوم القدس هز العالم لم يكن “يوم قدس” كبقية أيام القدس التي يحتفل فيها العالم بالقدس ويدافع عن حريتها وقدسيتها، ومكانتها الدينية والتاريخية كان “يوم قدس”، أكثر بكثير من السابق، كان يوم القدس هذا العام تجديد للعهد والوعد من قبل الشعوب العربية والاسلامية على تحرير بيت المقدس ، وتحرير بيت المقدس كما أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام والمجتهد الأكبر علي خامنئي: ” واجب كل مسلم الجهاد لتحرير فلسطين من البحر للنهر”.
أرسى قائد الثورة للمسلمين جميعا هدفا واضحا للنضال والجهاد لتحرير كامل التراب الفلسطيني والقدس عاصمة فلسطين ، واعتبر قاعدة هذا الجهاد هي الشعب الفلسطيني وقواه المقاتلة والمجاهدة ، وأن على الجميع دعم نضال الشعب الفلسطيني ومجاهديه ، واعتبر خامنئي أن وجود القاعدة الاستعمارية الصهيونية سينتهي ويجب انهاءه ، وان القوى الاستعمارية وعلى رأسها قوات واشنطن سترحل من المنطقة.
وكان التحدي الأول لتصرفات واشنطن العدوانية، هو اعلان كافة فصائل المقاومة وقوفها صفا واحدا للجهاد سويا ضد أعداء الأمة الامبرياليين والصهاينة ، وثبت ذلك ولأول مرة بالصوت والصورة على لسان قادة فصائل محور المقاومة.
مع يوم القدس هذا العام أرسلت ايران الثورة ناقلات الوقود بناء على طلب فنزويلا التي تحاصرها واشنطن بقرار من واشنطن ، وتحدت ايران المحاصرة من قبل واشنطن بتحدي قرارات ترامب بارسال الوقود لفنزويلا …. ووصل الوقود.
وأشعل هذا غضب ترامب الذي” أمر البنتاغون باعداد رد مناسب على تحدي ايران لقرارات واشنطن ، وفي الوقت ذاته أشعل ترامب تصعيدا في الاتهامات والتهديدات للصين ” ، مما دفع الصين ” المهذبة”، للرد عليه بموقف صلب وتحد متين ، وأعلنت الصين فرض اجراءاتها الأمنية على هونغ كونغ .
وانكب خبراء البنتاغون على ارسال الأسلحة لتايوان في محاولة لاشعال نار محلية منها كرد على الصين .
ترامب يتصرف بعنجهية وفوضى مما يرجح وقوع واشنطن في مزيد من الأخطاء التي ستسرع في انهياره ، ونحن نأمل أن يكون العمل منصبا لدى فصائل المقاومة على استراتيجية لافشال مخطط ضم الضفة والأغوار لأن افشال ذلك سوف يعني تماما بداية انهيار الحلم الصهيوني .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2020/05/30