أن تكون عربيا وتفرح؟؟؟
سامي كليب
• أن تنتقد ايران أو تحبها ايها العربي هذا حقُّك، وان تنتقد القيادة السورية او تحبها هذا حقك أيضا، لكن أن تفرح بقصف اسرائيل لقلب العروبة النابض ولقانون سيجوّع شعبا، فهذا فعل خيانة وليس وجهة نظر.
• أن تنتقد حماس او فتح او الملك الاردني أو تؤيدهم أيها العربي هذا حقُّك، أما أن تفرح لقضاء اسرائيل على غزة، او لسرقة ما بقي من الضفة او لتحويل الاردن الى وطن بديل، فهذا فعلُ خيانة وليس وجهة نظر حيال وطن وشعب ،وحيال أرض خرجت منها رسالة السلام والمحبة من رسول السلام السيد المسيح.
• أن تنتقد حفتر أو السرّاج في ليبيا أيها العربي هذا حقُّك، لكن أن تفرح بالغزو التركي أو الاطلسي بذريعة مساعدة هذا الطرف ، فهذا فعل خيانة وليس وجهة نظر.
• أن تنتقد الحكومة أو البرلمان او الرئاسة في العراق أيها العربي، هذا حقُّك، لكن أن تعتبر الشيعة أهم من السنة، او السنة اهم من الشيعة، ام الاثنان أهم من الكرد، ام الكرد أهم من الجميع، فهذا فعلُ جهلٍ وحقد حيال أعرق الحضارات الانسانية التي خرّجت الشرائع والقوانين والابداع الانساني بأجمل مظاهره.
• أن تنتقد الحوثيين أو هادي في اليمن ايها العربي هذا حقُّك، لكن أن تفرح لقضاء طرف يميني على طرف يمني آخر ولجوع ومرض وقهر شعبٍ بكامله، فهذا فعلُ اجرام حيال أحد أعرق واقدم الحضارات الانسانية.
• أن تنتقد شريكك في الوطن أيها العربي، هذا حقُّك، أما أن تفضّل تركيا أو ايران أو أميركا او روسيا أو حتى اسرائيل عليه، فهذا فعلُ تبعية للخارج ضد وطنك وأهلك.
• أن تنتقد هذا الملك او ذاك الامير في الخليج أيها العربي، هذا حقُّك، اما ان تتمنى الفناء لشعوب خليجية بكاملها، وتعيّرها بما هو في أصلك من بداوة ، فانت تتنكر للمكان الذي جاء منه كل اجدادك، والذي بشّر منه الرسول بدين الاسلام.
• أن تنتقد رئيس الجزائر أو ملك المغرب، هذا حقُّك، لكن أن تُهلل للتقسيم العرقي على اساس عربي وامازيغي، فهذا فعلُ خيانة وليس وجهة نظر حيال دولٍ تنبض قلوبُ شعبها على قلوب العرب وقضاياهم.
• أن تنتقد الرئيس المصري أو الاخوان المسلمين أيها العربي، هذا حقُّك، أما ان تخوّن دولة بكاملها بسبب ميلك لهذا الطرف الخارجي او ذاك، فانت حتما جاهلٌ بحقيقة شعب لم يتغير قيد انملة رغم كل المعاهدات والاتفاقيات.
• أن تنتقد رئيس البرلمان التونسي الشيخ راشد الغنوشي ايها العربي ، لتأييده تركيا في ليبيا، هذا حقُّك، لكن أن تخوّن كل الشعب التونسي العريق السائر على هدي أبي القاسم الشابي في نضاله الداخلي ونضاله لأجل العرب، فانت حتما عميل.
• أن تعتز بعروبتك أيها العربي، وتجهل ما هي موريتانيا مثلا التي حفظت أقدم واعرق المخطوطات العربية-الاسلامية في شنقيط العريقة، وبنت أقدم مدن العلم ( وادان)، وناصرت كل قضية عربية، فانت حتما جاهلٌ لا تليق العروبة بك.
• أن تتظاهر لأجل وطنك أيها العربي، فهذا حقُّك وواجبك، أما أن تبيع وطنك على مذابح القوى الاقليمية والدولية ، فهذا فعل خيانة وليس وطنية.
• أن تتنتقد عمر حسن البشير او ( المرحوم) د. حسن الترابي، او غيرهما، فهذا حقُّك أيها العربي، أما ان تتمنى للسودان العريق مزيدا من التقسيم وتفرح لانفصال جنوبه، فانت حتما جاهل بعراقة واهمية اكبر الدول العربية-الافريقية وبمثقفيها ونضالات اهلها مع قضاياك.
• أن تنزعج من بعض العرب حيال بلدك أيها العربي، هذا حقُّك ، لكن أن تنكر لعروبتك لأنك مزعوج من بعض العرب، فلا الغربُ سيعترفُ بكل غربيا، ولا التنكّر سيزيد قيمتك في وطنك والخارج، وانما في الحالتين هو فعل خيانة لأصلك وتاريخك وأرضك وشعبك.
أن تكون عربيا ايها العربي، فهو ان تحزن لكل مصيبةٍ تضربُ أيَ دولة عربية من بيروت حتى مقديشو بغض النظر عن هذا النظام او ذاك، وان تفرح لكل دولة عربية حققت انجازا او ارتاحت من مصيبة او خرجت من حرب أو تقسيم....
غيرُ هذا هو ببساطة، فعلُ خيانة أو تبعية لامم وقوى اقليمية ودولية، تستخدمك حتى تنتهي مهمة وجدوى تبعيتك. العلاقات مع الدول مهمة وضرورية، لكن عليك ايها العربي ان تبنيها على اساس الندية والشراكة والحوار، وليس التبعية والانبطاح والخيانة... هذا هو الفرق بين عربي أصيل وآخر دخيل.
لصالح مدونة الكاتب سامي كليب
أضيف بتاريخ :2020/06/05