أمريكا وحرب اليمن المفتاح في واشنطن والدماء في اليمن
د. فضل الصباحي
يقول عمر المختار: “حينما يقاتل المرء لكي يغتصب و ينهب، قد يتوقف عن القتال إذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، و لكنه حين يحارب من أجل وطنه يمضي في حربه الى النهاية”.
أمريكا لا ترى في العالم سو مصالحها ولا تكترث للدول مهما كانت علاقتها في الظاهر ممتازة.
وفي مقدمة تلك المصالح؛ النفط وممراته والسيطرة على ثروات الشعوب، وموضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومحاربة الإرهاب، والمصالح المتبادلة؛ مجرد شعارات أثبت الواقع زيفها، حتى مع الدول العظمى.
الحقيقة: حرب اليمن بدأت من واشنطن، ونهايتها ستكون من واشنطن عندما يقرر كهنة الحرب في الحكومة الامريكية بأن العائدات الإقتصادية التي جنتها أمريكا خلال 6 سنوات من حرب اليمن أصبحت كافية، ويجب الإنتقال إلى تنفيذ العمل الإستراتيجي الذي يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة، حينها سوف تتوقف الحرب، ويبداء اليمنيون في مداواة جراحهم، (والسيادة لها رب يحميها) حتى يخرج من رحم الشعب اليمني من يكمل مسيرة الدفاع عن الوطن، والأرض، والتاريخ، ويحافظ على حقوق الشعب.
غباء المتصارعين…
لسنا هنا بصدد الحديث عن تحميل جهة بعينها مسؤولية الحرب في اليمن سواءً حكومة هادي أو حكومة صنعاء أو المجلس الإنتقالي الجنوبي أو بقية المكونات والأحزاب أو حتى دول التحالف؛ الموضوع أكبر من ذلك بكثير الحديث هنا عن مستقبل وطن يتم التلاعب به بطريقة خبيثة من قبل قوى دولية لا تقيم للإنسانية أي وزن أو أهمية، 80% من الشعب اليمني تحت رحى الحرب والحصار يعيش أكبر كارثة إنسانية في العالم شبح الموت، والجوع والمرض يهدد المجتمع اليمني بالفناء والعالم لا يحرك ساكناً، ولا يزال اليمني في مختلف الجبهات يقتل أخاه اليمني تحت شعارات كاذبة، وهو لا يعلم بأنه يمهد الطريق لتلك القوى للنيل من وطنه، وأرضه وكرامته، أما حكومة هادي المبعثرة بين الفنادق والدول فقد ضلت الطريق، وفقدت المصداقية والتأثير حتى لدى أتباعها وأصبح القادة لا يعرفون إلى أين تنتهي هذه الحرب وكيف سيكون وضعهم، إذا استمرت لعام آخر .
وقف الحرب هو الحل..
المجتمع اليمني يجب أن يخرج من دوامة القتل إلى رحاب الحوار والسلام والنهضة والتقدم والرخاء، ولن يتأتى لهم ذلك إلا عندما (يتحرر الجميع من التبعية) ويتخذوا قرار وقف الحرب الداخلية بأي طريقة كانت، وإلا فإن الحرب سوف تستمر لسنوات قادمة؛ لأن الأمم المتحدة والدول المعنية بحرب اليمن جميعهم خلف أمريكا التي ترى بأن مصالحها الإقتصادية، والإستراتيجية تكمن في إستمرار الحرب في اليمن، ولن تتوقف حتى تتحقق تلك الأهداف كما يراها الأمريكان، وليس كما يراها مارتن غريفت، ولا التحالف ولا حكومة هادي التي أصبحت عاجزة حتى على البوح بطلب وقف الحرب.
لماذا يموت اليمنيون…
الموت يخيم في سماء اليمن 6 سنوات من الحرب أخذت معها نصف مليون يمني وتدمير شبه كلي للبنية التحتية، وأكثر من مئة الف منزل، شعب كامل مهدد بالمجاعة، هل
يستحق الامر كل هذه الدماء، والخراب، والجوع والمرض، أبناء اليمن في مختلف الميادين ذهبوا ضحية للحرب، وأطماع الساسة عديمي الضمير بسببهم؛ رحل الحكماء والعلماء والقادة، والأبطال وأصبح المزارع، والموظف، والأستاذ والدكتور يبحثون عن لقمة تسد رمق أبنائهم، منهم من فضل الموت على الذل والجوع والحاجة، المستقبل مظلم في حال استمرت الحرب، التصالح أفضل للجميع، والتاريخ سوف يكشف؛ من الذي يعمل من أجل اليمن ومن الذي خان الوطن، والشعب وذبح التاريخ والحضارة.
الخلاصة:
التحالف العربي؛ يعتبر المتضرر الأكبر في هذه الحرب بعد اليمن، ويريد وقف الحرب في أسرع وقت ممكن لكي تعود الحياة إلى طبيعتها وتستقر المنطقة، لكن القرار مع الأسف في يد أمريكا وحتى يتجاوز التحالف هذا التعنت، ويكسر التصلب الأمريكي يحتاج الأمر إلى قرار شجاع وإرادة قوية تفرض واقع جديد ينهي هذه الحرب، وعلى اليمنيين التعاون مع التحالف للخروج من براثين المخطط الذي يستهدف الجميع مهما كانت الأضرار والتبعات لهذا القرار التاريخي الكبير .. وحتى يخرج اليمنيون من براثين القوى الدولية، ويقطعون الطريق على من يُرِيد الشر لبلادهم عليهم الإسراع إلى التصالح، والعودة إلى التمسك بالدين والقيم والأخلاق، ونشر لغة التسامح والسلام والقبول بالجميع للمشاركة في حقل البناء والنهضة، من هنا سوف يملك اليمنيون مستقبلهم المشرق، بعيدًا عن تسلط القوى الدولية، وطمع الفاسدين، والخونه، وتجار الحروب.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2020/09/28