إعتذار ماكرون متطلب إجباري لمنع تدحرج الأزمة!
د. بسام روبين
ربما ارتكب الرئيس الفرنسي جناية كبرى ضد الشعوب الإسلامية عندما أجاز الإساءة للإسلام ولرسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ،وهو يعلم علم اليقين بمكانة من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ،ووصفه الخالق تبارك وتعالى بأنه على خلق عظيم، وأعتقد أن هذا السلوك اليميني المتطرف قد كان يهدف لقياس ردود افعال الشعوب المسلمة قبل الانتقال لمستوى جديد من الإذلال لهذه الامة التي صمتت كثيراً حيال العديد من المؤامرات التي نفذت ضدها ،وأستهدفت تاريخها ودولها وشعوبها وكرامتها.
ولكن ردة فعل الشعوب في هذه المرة جاءت مختلفة عن توقعات تلك الجهات المتطرفة التى تدعم خيار المواجهة والفتن ،فهم ما زالوا يتحدوا هذه الأمة العظيمة في حين يدرسون في مدارسهم مبدأ أخلاقي يقول إن الشخص اللبق يستطيع أن يخرج من أصعب المواقف، ولا يكلفه ذلك إلا كلمة إعتذار.
ويبدو أن الرئيس الفرنسي وحاشيته يتعمدون تجاهل هذا القانون الاخلاقي ويمتنعون عن الاعتذار ،ظنا منهم انهم في بطولة شد حبل والفائز هو من يصبر قليلاً ،وأود هنا ان اطمئن هذه الفئة المتطرفة أينما وجدت ،بأن الامتناع عن الاعتذار للمسلمين في هذا الوقت الحساس ربما يكون سبباً في تدحرج هذه الكرة وتفاقمها ،فماكرون ومن في معسكره لن يكونوا قادرين على مواجهة غضب ملياري مسلم ،لذلك بات اعتذاره متطلباً اجبارياً للخروج من هذه الأزمة المفتعلة قبل ذكرى المولد النبوي الشريف ،وعليه أن لا يعود اليها في أي وقت لاحق ،فالدين الإسلامي هو دين حنيف يقوم على التسامح والرحمة والاخلاق الحميدة وينبذ التطرف والارهاب ،ولا يتحمل مسؤولية أي شخص يتجاوز قواعد الدين ،ومن أساء للرسول العظيم هو من يمثل الإرهاب المتطرف حقاً.
راجيا من الرئيس الفرنسي أن يبادر بالاعتذار من الشعوب الإسلامية ويتوقف عن التحرش بمشاعر المسلمين ورموزهم ،وعلى رجال الدين الإسلامي أيضا ان يقومو بواجبهم الديني الصحيح ،فالأمر يتعلق برسولنا العظيم وللأسف ما زالت ردة فعل بعضهم ضعيفة ولا تليق بالحدث ،وعذرا منك يا سيدي يا رسول الله .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2020/10/29