تعايش وتمييع وسيلفي!
عبدالله المزهر ..
أن تتفق أو تختلف، تحب أو تكره، تتقبل أو «لا تبلع» ناصر القصبي وأعماله التي يقدمها فهذا أمر يخصك ويتعلق بحريتك الشخصية وقناعاتك الخاصة التي لا ينازعك فيها أحد، ولكن الثابت أن أعمال القصبي منذ «الطاشات» وانتهاء بآخر حلقة في «السيلفيات» كانت دائما أبرز أدوات تحريك المياه الراكدة، ومن النادر أن تمر حلقة دون أن تترك وراءها سلسلة من النقاشات التي تبدأ ولا تنتهي. وهذا دليل نجاح وقدرة على معرفة «الأوتار» الملائمة لعزف اللحن الذي «يرقّص» المجتمع!
ويكفي أحيانا أن تكون الفكرة فقط مثيرة في حلقات «السيلفي» ودون أي اعتبار لبقية أركان العمل الفني، فإن هذا يكفي لإطلاق شرارة النقاشات منذ الدقيقة الأولى للحلقة.
في حلقة التعايش بين السنة والشيعة كانت الفكرة جريئة مع أنها قديمة بعض الشيء، وسبق أن طرحت في أكثر من عمل ورواية تتعلق «بتعايشات» أخرى في هذا الكوكب المكتظ بالمتصارعين، ولذلك لا يمكن القول إنها فكرة إبداعية ممن كتبها، ولكنها فكرة جريئة من الذي قدمها على شاشة التلفزيون للسعوديين!
مجرد طرح الفكرة كان شيئا جميلا، بغض النظر عن كون فكرة التعايش بالطريقة التي قُدمت بها في الحلقة فكرة خيالية حالمة لا تستطيع أن تسير على أرض الواقع، لأنها بلا أقدام!
التعايش لا يعني القناعة بأن الآخر على حق وأنه يشبهني، هذا ليس تعايشا، فكرة التعايش تعني قبول الآخر واحترام إنسانيته حتى مع عدم القناعة والإيمان بدينه أو معتقده. التعايش هو قبول «المختلف»، وليس السعي للتشابه والالتقاء في نقطة «لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء»!
وعلى أي حال..
تجاهلوا تناقضاتي فأنا لم أشاهد الحلقة، لأني أكره المسلسلات وأقاطع القنوات، وكل ما في الأمر أني بنيت رأيي على ما حدثني به أحد الثقات الذي شاهد الحلقة، جزاه الله خيرا.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/06/09