عبدالله المزهر ..

الجميل أن إقرار اللائحة التنفيذية لقانون ـ أو نظام ـ رسوم الأراضي البيضاء قد تم في رمضان، لأن الشياطين مصفدة في هذا الشهر الكريم، وكل ما يخشاه الناس هو الشيطان الذي يكمن في تفاصيل أي نظام أو قانون، كما يسميه الكفار.

وهذا الشيطان قد يعصف باللائحة وما حوت لتصبح مجرد كلمات على ورق لا يقرؤها أحد، كأنها ديوان شاعر لا يجيد تسويق نفسه!

النظام عظيم ولائحته التنفيذية مبشرة بالخير، لكنه يستهدف فئة من الناس لديها قدرة على التحايل واللف والدوران وتفريغ الأشياء من معانيها ومقاصدها الحقيقية. وهذا أمر باعث على القلق ويعجل بالمطالبة بتطبيق صارم لنظام لا يستثني أحدا ويجرّم التحايل بوضوح.

البشر عموما يحبون الالتفاف حتى على القوانين الإلهية، والذين أقنعوا المواطن أنهم يحق لهم أكل أمواله بالباطل من خلال بيعه سلعة «بأضعاف مضاعفة» لقيمتها، وأن ذلك أمر جائز حتى يتحاشى الربا، قادرون على اختراع ما يشبه هذا للتحايل على أي أنظمة «أرضية»، وحرفها عن مقاصدها والغايات التي وضعت من أجلها.

أظن ـ إن لم أكن واهما ـ أن الهدف الأكثر أهمية من هذه الرسوم هو أن يكون الحصول على مسكن أمرا في متناول السواد الأعظم من الناس، وقياس مدى نجاح هذا النظام يكون بمقدار اقترابه من هذا الهدف، وأما ما عدا ذلك فهي أمور أقل أهمية.

وعلى أي حال..

أصفق الآن كثيرا لمن اتخذ القرار، وأريد أن أحيي من يطبقه مستقبلا، وأهنئ من يستفيد منه، وأدعو بالصلاح ـ بما أننا في رمضان ـ للذين ملؤوا الدنيا صياحا وهم يحتجون على هذا القرار، وهو «صياح» طبيعي وفي السياق المنطقي وسينتهي قريبا حين ينتهي منح من لا يملك لمن لا يستحق لكي يستغل من يحتاج!

صحيفة مكة