آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عيسى الحليان
عن الكاتب :
كاتب سعودي

الخليجية السعودية .. والمها القطرية


عيسى الحليان ..

في بلد مترامي الأطراف حيث يوجد أكثر من 27 مطارا وأهله مولعون بالأسفار والتنقل أكثر من غيرهم، وتفتقر طرقه السريعة والمزدوجة لأبسط متطلبات خدمات المسافر المتعارف عليها دوليا، وتوجد به جالية أجنبية تزيد على ثلث السكان، وتقع في ربوعه أقدس بقعتين في العالم تهفو إليهما قلوب 1.5 مليار مسلم وينفق سكانه على السياحة أكثر من 60 مليار ريال سنويا، في بلد ترتفع نسبة النمو في الطلب على خدمات الطيران إلى 11 % (مقابل 5 % كمعدل عالمي) وتقع بعض مطاراته في أفضل موقع لوجيستي في العالم أجمع من حيث اقتصاديات الموقع على شبكة الطيران الدولية، لم يستطع بلورة أو ترسية نموذج طيران محلي يتوافق والحد الأدنى مع هذه المميزات وحوافز هذا السوق الكبير، فمنذ عام 2008 ونحن في حيص بيص شركات الطيران الجديدة فازت الشركة الفلانية بالرخصة، انسحبت الشركة العلانية من الخدمة، والنتيجة أنه منذ ثمانية أعوام من المماحكات التفاوضية لم تنجح شركة طيران محلية واحدة في دخول السوق على أرض الواقع.

بلد حيوي واقتصادي يصل فيه حد الطلب على الطيران إلى ضعف المعدل العالمي لا يوجد فيه سوى ناقلتين، في حين أنه توجد في بلد كمصر 12 شركة طيران عاملة على مختلف النماذج والمقاسات!!

قبل خمس سنوات وتحديداً عام 2012 تم الإعلان عن فوز شركة طيران الخليجية السعودية (طيران الخليج) وطيران المها القطرية برخصتي ناقل جوي في احتفال مهيب، وتبارى الجمع آنذاك في الترحيب بالناقلتين احتفاء بتلك اللحظة، لن نبارك للشركة الأولى حتى نراها تحلق في أجوائنا على الطبيعة، أما الثانية التي سبق وأن أعلن رسمياً أنها ستباشر أعمالها في 2014 وأن أسطولها سوف يرتفع بعد ثلاث سنوات من بدء التشغيل (المفترض 2014) إلى ما بين 50-80 طائرة، فيبدو أنه «تم إلغاء الحجز» وبذلك خسرنا أربع سنوات من الانتظار وقد نخسرها إلى الأبد، بعد أن أغلقت الشركة مكاتبها وسرحت موظفيها ويقال إنها خسرت 120 مليون ريال طوال هذه السنوات العجاف التي قضتها في البلاد.

عدم الإفصاح عن شروط الترخيص والشفافية في طرح هذه المناقصات آنذاك جعلنا نخسر شركات ناجحة مثل «هينان» الصينية، وبالمثل نخسر شركات قوية فازت بالرخصة دون أن تعلم ما هي الأسباب؟.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/06/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد