عبدالله المزهر ..

إن في قصة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي لعبرا لمن أراد أن يعتبر، ودروسا لمن أراد أن يتعلم. ولكن أخوف ما أخاف على الناس هو ألاّ يستفيدوا من هذه الدروس والعبر الملقاة على قارعة التاريخ بالمجان.

وعلى كثرة الدروس والعبر في هذا الحدث إلا أن أهم ما فيه هو الانتصار العربي الواضح المعالم، والذي يكفي أن يكون ردا ملجما ومخرسا لكل من سخر من أمتنا العربية المجيدة «المستلقية» من البحر إلى البحر!

يقابل الاتحاد الأوروبي على المستوى العربي جامعة الدول العربية، ولكن الفرق في بعد النظر يختلف بالطبع بين الكيانين، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أثر على أسواق المال وعلى أسعار العملات وأصبح حدثا ينذر في بعض جوانبه بوقوع كارثة. لكن تخيلوا لو أن دولة من الدول العربية ـ التي لا أعرف عددها ـ قررت الخروج من الجامعة العربية، ما الذي سيحدث؟

لا شيء بالطبع، سيكون خروجي من المنزل للذهاب إلى الاستراحة أكثر تأثيرا من خروج أي دولة عربية من الجامعة العربية، وهذا دليل على الرؤية العربية وبعد نظر الجامعة التي احتاطت لمثل هذا الأمر منذ نشأتها وحرصت على أن يكون وجودها مثل عدمها حتى لا تؤثر على الاقتصاد في حال خروج أحد أو بعض أو كل أعضائها!

الدرس الآخر الذي لا يقل أهمية عن الأول وفيه انتصار أيضا للعالم العربي هو أن الشعوب غير كفؤة لتقرر أي شيء. في عالمنا العربي الجميل يوجد دائما من هو «أبخص» من الشعوب التي قد تقرر قرارات حمقاء مثل قرار خروج بريطانيا.

وعلى أي حال..

أنت كمواطن محفول مكفول، فقد تنام وأنت عضو في مجلس التعاون وتصحو وأنت عضو في اتحاد جزر الكاريبي، دون أن «تصوت» أو تلطم، ودون أن تقف في طوابير لا معنى لها لتتخذ قرارات لا تفهمها.

صحيفة مكة