المستحيل والمستطاع .. في الجامعات
فواز عزيز ..
«المستحيل» قد يتحقق في أي مكان.. لكن «المستطاع» لا يمكن أن يتحقق في «الجامعات»..!
قد تستطيع إقناع «مراهق» بأن يهتم بدراسته؛ حتى وهو يرى في قوائم العاطلين حملة الشهادات العليا بجانب «الأمي» وبجانب حامل «الابتدائية» أو «الكفاءة» أو «الثانوية العامة»..!
وقد تستطيع إقناع شاب بأن يجتهد في دراسته ليحقق معدلا عاليا يدخل الجامعة، حتى وهو يرى شقيقه الأكبر خريج الجامعة عاطلا يبحث عن مصروفه بين والديه، وحتى وهو يسمع أحد أقاربه ينصح شقيقه الثاني الحاصل على بكالوريوس في «الصيدلة» بأن يفتح محلا لبيع وصيانة الجوالات ليحصل على دعم الدولة للسعودة..!
• وقد تستطيع إقناع شاب عاطل يحمل البكالوريوس في «اللغة العربية»، بأن يكمل دراسته العليا ويحصل على الماجستير والدكتوراه، حتى وهو يرى ابن عمه الحاصل على دكتوراه في الأدب والنقد «عاطلا»..!
• لكن لن تستطيع إقناع مدراء الجامعات بأنهم من الأسباب الرئيسية في البطالة، وبأنهم ما زالوا يدونون أسماء شبابنا في قوائم البطالة؛ لأن تخصصات جامعاتهم لا تتوافق مع سوق العمل..!
• ولن تستطيع إقناع مدراء الجامعات بأن الجامعات أصبحت أحد أقوى معاول الهدم لمشاريع «السعودة»؛ حتى لو عرضت لهم شروطهم وتعقيداتهم لتوظيف السعوديين، والعكس تماما مع «الأجانب»..!
• ولن تستطيع إقناع إدارة جامعة تبوك بأنها تتجاهل توطين الوظائف، حتى لو أكدت لهم أن الجامعة تسعى لاستقطاب 429 عضو تدريس غير سعودي في عام، بينما لم تبتعث خلال 10 أعوام إلا 732 مبتعثا، منهم 507 ما زالوا مبتعثين..! ولن تستطيع إقناعهم بأن من يستقدم 429 أجنبيا ولا يبتعث إلا 70 سعوديا في السنة، لا يعرف شيئا عن السعودة وربما لم يسمع بها..!
• ولن تستطيع إقناع إدارة جامعة بيشة بأن جمع «السير الذاتية» للسعوديات أولى بكثير من جمع «السير الذاتية» للأكاديميات التونسيات..!
• ولن تستطيع إقناع جامعة الحدود الشمالية بأنها فشلت في بناء مدينة جامعية، حتى لو استشهدت بأكثر من 20 شخصا استأجرت الجامعة مبانيهم..!
(بين قوسين)
• لو كان هناك لغز يقول: «ما هو المكان الذي تسمع فيه بالمثالية ولا تراها فيه»، فلن يكون الجواب إلا «الجامعة».
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/07/03