وكم من سير واقف لا تعلمون عنه شيئا!
عبدالله المزهر ..
الحقيقة أني لا أسافر عن طريق الطيران كثيرا لأن لدي فوبيا من الفوضى، ورهاب من التأخير ثم إن أضفنا إليها الزحام فإن محطات الطرق السريعة ودورات مياهها أرحم بكثير من استخدام الجو بديلا عن الأرض في التنقل بين المدن!
الذي حدث في مطار الملك خالد أن خطأ ما وقع في مكان ما، حوّله إلى شيء يشبه مطار الملك عبدالعزيز.
وهذا الأخير هو مضرب المثل عند الناس في مشاكل التكدس والتأخير ووعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب.
والحاصل في المطارين وغيرهما، وحتى بقية القطاعات التي لا علاقة لها بالسفر والمسافرين، أنه ينظر إلى ما يسمى بالخطة «ب» على أنها شيء من الرفاهية والترف الذي لا مبرر له. وقد قلت لأحد «المغرضين» هذا الكلام يوما ما فقال لي إن المشكلة ليست في عدم وجود خطة بديلة لمواجهة الأزمات، ولكنها في عدم وجود أي خطة من الأساس، واستدل على هذا بحفلة تبادل الاتهامات والتكذيب والإنكار بعد كل أزمة من هذا النوع. وهذه أشياء كانت حاضرة في أزمة المطار الأخيرة، وبالطبع فإني لم أصدقه لأني ـ كما تعلمون ـ لا أحب المغرضين!
أتعاطف كثيرا مع المسؤولين في هذه الأزمة، فالإجازات أتت بغتة، ورمضان حل سريعا وانصرمت أيامه سريعا، والناس يسافرون كثيرا في الإجازات دون أن يراعوا تعب المسؤولين عن سفرهم، وهذه كلها أمور مفاجئة حدثت دون سابق إنذار، ولا يلام أحد على الأخطاء التي تحدث بسببها ولا يسأل مسؤول عن وقوعها.
وعلى أي حال..
يقول الشاعر الجاهلي في قصيدة على بحر الزحام:
«ليت المشكلة سير واقف وأعفي مدير المطار ويسير» إلى آخر قصيدته التي لا أحفظها، غفر الله لي وتجاوز عن سيئاتي!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/07/04