ولي العهد السعودي: العودة إلى نقطة الصفر
نزار حسين راشد
وفي بعض الأحوال يكون الإنكار نكوص لحالة من السذاجة الطفولية!
إلا أن ما يحدث في الكواليس السعودية، ربما يكون استشارة ساذجة بالاستناد إلى الفهم الخاطيء للمنطوق القانوني الذي يعلق تأكيد استكمال عناصر الجريمة، على وجود الجثة!
في القضاء الجنائي الأمريكي اختفاء شخص بلا اثر يعد قرينة ظريفة لاحتمال مقتله، ولا يمكن تأكيده في غياب الأدلة الأخرى المرتبطة بالزمان والمكان، إلا في حالة العثور على الجثة، أما في جريمة القنصلية فقد ارتكبت في حيز ضيق محدود الزمان والمكان، فالحالة هنا معكوسة تماما أي أن الجثة ليست الدليل الوحيد على وقوع الجريمة بل غيابها هو تأكيد على حدوثها، حيث دخل شخص حيّا إلى حيز مكاني في زمن محدد، ولم يخرج حياً مرة أخرى، وتواترت الدلائل المادية على قتله وبطريقة محددة!
لقد راهنت تركيا على موقف أمريكي نزيه فخذلها ترمب الذي يتقاسم مع ولي العهد صفات الكبر والنزق والاعتقاد أنه فوق المحاسبة! وهذا سر الغضب التركي العارم من الموقفين السعودي والأمريكي!
وهكذا نجد الضعف والركاكة والتعاطي الساذج والهروب من الحقائق، ليس فقط في كواليس الديكتاتوريات العاتية فقط، وإنما في كواليس الديمقراطيات العالية أيضا!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/12/04