السعودة بالفكر المقلوب!
ياسر بن علي المعارك
بعد الفشل في تعزيز السعودة بدءاً من محلات الخضار إلى سعودة سيارات الليموزين، وهواجس الإخفاق بفشل سعودة محلات بيع الجوالات وصيانتها.. يتبادر سؤال: كيف تنظر وزارة العمل للشباب السعودي؟ ولماذا تصر على الانطواء حول سعودة الوظائف الدنيا التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فيما تغض الطرف عن سعودة الوظائف الجيدة التي تحقق دخلاً مرتفعاً وتوفر بيئة عمل مناسبة في قطاعات التأمين والفنادق والبنوك وشركات الأدوية والصحة والغذاء ووكالات السيارات وغيرها من الشركات الكبرى!؟
لقد غفلت الوزارة في رؤيتها لسوق العمل عن دراسة خصائص المنافسة بين السعوديين والوافدين في الوظائف الدنيا، فمثل هذه الوظائف مجزية لمن يختزل حياته في محيط العزوبية والسكن الجماعي المتقشف والصرف المحدود على الاحتياجات الشخصية فقط، وهي السمات التي يتسم بها في الغالب العامل الوافد، في حين أن الشاب السعودي (مواطن) يعيش حياته بكل متطلباتها داخل حدود وطنه، وليس من المتصور أن تكفل له رواتب تلك الوظائف استقراراً أسرياً أو طموحاً لبناء مستقبل!
رأيي أن وزارة العمل تعاني من فكر مقلوب يمنعها من ابتكار حلول لا تحتاج عبقرية، وما ننتظره منها هو وضع إستراتيجية أكثر فاعلية والتركيز على الوظائف التي يجب أن يشغلها السعوديون في الوظائف الإدارية والمالية وبالمواقع القيادية في القطاع الخاص كأولوية خلال 5 سنوات قادمة.. فتلك الوظائف هي التي يحتاجها المواطن، وهي التي تصنع السعودة لاحقاً في الوظائف الأدنى.
فيا وزارة العمل، السعودة لا تبدأ بالهرم المقلوب!
صحيفة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/03/14
