طريق الموت وضرورة تحويل مسار الشاحنات
علي العوضي ..
مللنا الحديث عن طريق الموت وموت الضمائر، وحتى الصحف أصابها ما أصابنا جميعا من ملل ويأس وإحباط. والسبب هو صمم أصاب المنادى ويأس أصاب المنادي.
كنت سأسرد لكم حكايات عن طريق الموت محايل - بحرأبوسكينة -الحريضة. لكنني واثق أن الكل لم يعد يقرأ عن طريق الموت. لماذا؟! السبب هو حجم الاستهتار بأرواح البشر على هذا الطريق وعدم الانصات لصراخ الأقلام على صدور الصحف، حيث لا يسأل أحد كم ضحايا؟ كم أيتام؟ كم أرامل؟ كم معاقون؟! بسبب هذا الطريق.
وتلطيفا لجو القراءة سأدخل إلى موضوعنا والذي هو عن تطور المعاناة، فبعد أن كان ابن آدم ضحية لسرعة الشاحنات على هذا الطريق أصبح الاسفلت «قليل الحيل» ضحية هو الآخر لتلك الشاحنات! وأنا أشفق عليه فهو من ضحية التوفير في الكمية وسوء الردمية إلى ضحية تحت كفرات الشاحنات. فلم يقاوم بالأمس وانهار تحت عجلات الشاحنات على طريق محايل بحر أبوسكينة، وسعادة المحافظ وقف أيضا على الموقع وطلب حسبما طالعته في الصحف تقريرا عن سبب الانهيار.
يقول الواقع لقد انهارت أجساد تحت تلك الشاحنات، وانهارت أنفس وولولت أخرى وبكت على أخ أو أب أو أم أو رضيع..إلخ. فاسألوا خيام العزاء عن ضحايا هذا الطريق، واسألوا طبقات الاسفلت كم عانت من ثقل هذه الشاحنات.
أتمنى أن يكون انهيار هذه الطبقة الاسفلتية الجميلة - التي أتمنى رؤية مثلها يزين طريق قريتي - بارقة أمل وفرجة في التوجه لتحويل مسار الشاحنات عنا ذهابا أو إيابا.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/10/16