العلاقات الأميركية الصينية ذات أهمية عالمية
مايكل بيلسبري ..
أثار انتخاب دونالد ترمب لرئاسة الولايات المتحدة الـ45 تساؤلات جديدة حول الاتجاه المستقبلي للعلاقات الأميركية الصينية، أكثر من أي انتخابات مضت في التاريخ الحديث. ويبدو أنه ليس هناك شيء غير مؤكد، بالنسبة لمسؤولي ومراقبي السياسة الخارجية والمسؤولين في واشنطن وبكين، أكثر من مستقبل العلاقات الثنائية الأكثر أهمية للعالم.
وتأتي عملية تغيير الإدارة الأميركية في وقت حساس بشكل خاص للقيادة الصينية، حيث تقول رسالة الوفود الصينية التي زارت الولايات المتحدة، ونقلت عبر وسائل الإعلام الرسمية، إن إدارة ترمب يمكنها العمل بشكل جيد لتجنب استفزاز الصين، خاصة على المدى القريب. وإن التصعيد المفاجئ للعلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين من المحتمل أن يضر بإعادة انتخاب الرئيس شي جين بينج، المقرر إجراؤها في أكتوبر القادم. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الصينية، فإن الرئيس شي سيكون قاسيا في الوقت الذي ينبغي عليه مواجهة منتقديه في الداخل، وتأمين دعمه السياسي من الحزب الشيوعي، خاصة بين الفصائل المتشددة.
وخلال الأسبوع المنصرم، تنفست بكين الصعداء عندما قال وزير الخارجية الأميركي المرشح، ريكس تيلرسون، للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في 11 يناير "ليس لدي أي علم بأي خطط لتغيير موقف الصين". ولا يزال تعليق ترمب الأسبوع الماضي، بينما كان واقفا بجانب الرئيس التنفيذي لـ"مجموعة علي بابا" الصينية، الملياردير جاك ما، "إن جاك ما قد يكون قادرا على خلق مليون فرصة عمل جديدة للأميركيين من خلال بيع المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة عبر منصة التجارة الإلكترونية الصينية الضخمة". يذكر أن ترمب نفسه لم يدعو أبدا لمواجهة مباشرة مع الصين بشأن أي مفاوضات صعبة.
وبما أن الصين تُعد ثاني أكبر قوة اقتصادية عظمى في العالم، فيمكنها أن تحمل مفتاح تعزيز النمو الأميركي. والحقيقة أن الصين ربما تساعدنا، أكثر من أي بلد آخر، في خلق فرص للعمل، وتحفيز الاستثمار ودفع عجلة التقدم والنمو. لكن ذلك يتطلب منها أن تضع حدا لممارساتها التجارية غير العادلة التي تنتهك قواعد التجارة الدولية. وهناك الكثير من المجالات والمشاريع التي يمكن لإدارة ترمب أن تسعى إلى المشاركة والتعاون في استثمارها.
يقول الزوار الصينيون إنه يجب على ترمب العمل على أن يجعل الصين وأميركا دولتين عظميين. ربما يلبي الرئيس شي طلبات الرئيس ترمب للتجارة العادلة دون انتهاك معارضته علنا للحمائية. وبدون هذا التقدم فإن الجانبين سيواجهان كثيرا من المعاناة، وقد لن يكون هناك نظام عالمي مستقر، مما يجعلنا نغوص في أعماق دوامة مدمرة، حذّر منها وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر منذ فترة طويلة.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2017/01/16