باكستان تفضل الحياد في الأزمة الخليجية لتفادي ردة فعل إيران
أحمد القيسي
من المستبعد أن تتخذ باكستان موقفاً حاسماً ضد إيران مهما كانت الحوافز المقدمة لها من التحالف السني المدعوم من البيت الأبيض. وعلى الأرجح ستحاول باكستان أن تبقى محايدة قدر الإمكان لأن إيران قادرة على زعزعة أمنها الداخلي. إذ باستطاعة إيران وقف التجارة وخطط الإمداد بالكهرباء، كما أنها قادرة على تحريك المشكلات في بلوشستان عن طريق المتطرفين الشيعة في باكستان.
سبق أن هدد قائد القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، أن بلاده ستستهدف “الملاذات الآمنة للإرهابيين عبر الحدود الباكستانية ما لم يتم وقف الهجمات الإرهابية عبر الحدود”. كما هددت إيران بأنها ستلاحق البلوش وجيش العدل في إقليم بلوشستان. ونقلت إيران عشرات الدبابات والمدرعات والمعدات والصواريخ لمنطقة ميرجاوة الحدودية بالقرب من باكستان. واللافت أنه عند حضور رئيس الوزراء الباكستاني قمة الرياض، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أطلقت إيران خمس قذائف على بلوشستان، ما اضطر الخارجية الباكستانية إلى إعلان أن الحضور لا يعني أن إسلام أباد تدعم الرياض ضد طهران.
والواقع أن باكستان، التي يشكل الشيعة 15 بالمائة من سكانها، في وضع صعب للاختيار بين التحالف السني وبين إيران. فهي لا ترغب في أن تتحول إلى منطقة حرب بالوكالة بين السعودية وإيران في بلوشستان، لاسيما أن أي نزاعات في هذه المنطقة ستؤدي إلى خلافات مع الصين لأنها تعد منطقة رئيسية لمشروع (حزام واحد وطريق واحد)، ناهيك عن أن باكستان تتطلع إلى الاعتماد على إيران لتزويدها بالطاقة بأسعار زهيدة. كما تتوجه إيران إلى التفاهم مع الهند في رسالة إلى باكستان بترك السعودية والبقاء معها كجارة.
إلى جانب حرص باكستان على عدم الانحياز للتحالف السني لتفادي ردة فعل إيران، للأزمة الخليجية مع قطر تأثيرات اقتصادية على باكستان وخصوصاً في مجال الطاقة. فاختيار إسلام أباد لموقف الحياد ناتج عن مصالح حيوية مع الدوحة، حيث تستورد حوالي 500 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي المسال من قطر، أي حوالي 12٪ من إجمالي إمدادات البلاد من الغاز. كما وقعت باكستان العام الماضي اتفاقية لاستيراد الغاز القطري لمدة 15 عاماً بكمية 35 مليون طن، وهي غير مستعدة للتراجع عن هذه الاتفاقية.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/06/22