باقة من ألم!
أمجد فتحي العمر
لهذه الذكرى تأوه، وللخامس من حزيران باقة من ألم!
في هذه الدنيا، لا أقسى من أن تكون حزينا إلا أن تكون عاجزا تراقب العالم متوجسا بخيفة مما سوف يأتي، قلقا مما سوف يحدث، تراقب ذكرياتك الماضية بقلب يحترق وعين دامعة يأبى جفنها أن يسمح لتجمع الدمعات أن ينهمر على مسارات الخد.
حين تسترجع ذاكرتك مشاهد الموت وهو يتفنن في اغتيال براءة الأطفال، وعجز النساء وقهر الرجال تلوح لك في الأفق فلسفة أبي الطيب المتنبي وهو يقول: كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا
في هذا الشهر من كل عام، في حزيران الألم، وتحديدا في الخامس منه يختنق الصوت وصبا في حبال حنجرة الموت، وقد أصبح تأثير الهزيمة أكبر من أن تكتبه الكلمات، وأكبر من أن تصفه خطبة عصماء يلقيها خطيب مفوه. في هذا الشهر تعترف الروح اعترافا صادقا أنها متعبة، تتجرد من مكابرتها وكبريائها في باقي أيام السنة لتقول إنه لم يعد لديها أي متسع أن تتظاهر بالانتصار أو أن تدعي الفرح.
موغل في الوجع هذا الحزيران حين نشعر أن عظام فلسطين تتفتت بتلك الشظية المغموسة بالدم والهزائم وبالطموحات التي يقل سقفها عاما بعد عام حتى قارب على ملامسة الأرض وقاربت أمانينا أن تصل إلى الصفر وربما أقل!
أعتذر لكم عن نبش الجراح، لكنه حزيران المؤلم بحجم ألم النكبة!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/07/06