قطر صمود أم انتحار
عبدالوهاب صغير الأهدل
بعد الـرد القطـري المتعنت وانتهاء مهلة دول الحصار ؛ فلنتـرك أيدينا على قلوبنا وننتظر سيناريوهات الخوف القادمة والتي لا اعتقد بأنها ستكون عاديه ؛ فقد نرى في الأيام القادمة أخبـــار لا تسر أحد فالمعركة على أشــدها والخصمان مغـروران وكلاً يريد إثبات وجــوده وإظهار قوته … !
بصراحة لم أكـن أتوقع هذا التحدي القطري والصمود أمام عاصفة الخليج القاسية وخاصة لأنها عاصفة تقودها السعودية رأس الخليج وكل قــوته !
فكانت توقعاتي مبنية على إن السعودية , لن تجازف في إظهار هذه المعركة إلا وقد ضمنت رضوخ قطر لها واستسلامها! فالمعــروف عند الجميع أن السعودية تعتبر صاحبة القرار الأول في منطقة الخليج بل في الشرق الأوسط بأكمله ولِما اعتدنا من تفردها بالرأي والقرار دون سواها في السنوات الأخيرة !
والسبـب الثاني الذي جعلنا نتوقع استسـلام قطر هو انضمام دول لها حجمها و مكانتها في المنطقة مثل مصـر أم الدنيا و الإمارات اليد الأمريكية في المنطقة بالإضافة إلى باقي التــحالف !
لقــد تفاجأت وتفاجئ غيري الكثير بهذا الموقف القطري !
ولا أجد تفسير له إلا أن قطر حاولت امتصاص الصدمة و التكيف معهـا ؛ وهي اليوم تسعى لكسب المزيد من الوقت الذي تـــعتقد بأنه سيمكنها من إيجاد البدائل لهذا المقاطعة ؛ ولاشك بأن موقف أمريكا المتميع والغير صريح جعلها تستمــر في معصية السعودية “ونقول معصية لأننا لا نجد مبررا منطقياً لهذا المقاطعة والحصار إلا أن الأخت الكبرى لا تقبل من يخالفها الرأي ” بالإضافة إلى الدعم التركي والتأيد الإيراني الذي قوى هذا العصيان !
لكن هذا التحدي القطري والمماطلة لن تسكت عليه السعودية مهما كلف الأمر و ربما تلجأ في القريب العاجل إلى خيارات صعبه وخطوات خطيرة قد تعصف بالخليج بأسره وتبشر بمستقبل خليجي أكثر غموضا وربيع انتحاري قادم !
المعركة مع قطــر كبيـره وليست بسيطة وأن حاولت السعودية التقليل من حجمها” لاعتقادها بأنها معركة لا ترقي إلي حجمها ومكانتها ” إلا أن خسارة السعودية لهذا المعركة معنـاه ضياع هيبتها وقوتها في المنطقة وانكسار شوكتها !
ومـِنْ! مَـنْ ؟! مِـنْ دولة لا تستطيـع رسمها على الخريطة ! “”وقد نجد من هذا تجسيد للمثل الذي يقول الفيل الكبير تقتله نمله !
فــلننتظر هذه المـرة ولكن دون توقعات .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/07/16