قصة وحدث: #يوم_القدس_العالمي ... عائدون لنصلي في #القدس..
عندما تحين الساعة، ستكون الأمة الإسلامية جمعاء على موعد مع الصلاة في القدس، هناك سيبدو المشهد مختلفاً، لا وجود لأي جندي إسرائيلي يعيق حركة الدخول إلى الأقصى، المعابر أزيلت، الحدود فتحت..
سيرتفع الآذان هنا دون قيود وسيكبر المصلون تكبيرة "الله أكبر على الظالمين" وسيسجدون ويعفرون جبينهم بتراب المسجد الأقصى شاكرين الباري على عودتهم إلى ربوع عروس المدائن.
إنه لَيوم موعود.. تراه يصادف اليوم الذي يجتمع فيه العالم أجمع لتمجيد القدس وتثبيت العهد والقضية، عندها يُختصر المشهد بأن القدس حررت في يومها العالمي في أعظم الشهور عند الله ويوم عيد المسلمين أجمعين أي "يوم الجمعة".
إعلان يوم القدس العالمي
وتعود بنا الذاكرة إلى مناسبة إعلان يوم القدس العالمي، فبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وتحديداً بعد أربعة أشهر، اختار الإمام الخميني قدس سره إعلان آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يومأ للقدس، وليس عبثاً أن هذا الإعلان كان في أيام شهر رمضان المبارك، فنادى الإمام قائلاً:
"إنني أدعو المسلمين كافة إلى إعلان آخر يوم جمعة من شهر رمضان، التي هي من أيام القدر ومن الممكن أن تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني يوماً للقدس، وأن يحتفلوا به ويعلنوا عن تضامن المسلمين الدولي في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المسلم".
كما جاء في دعوة الإمام قده "إنّ يوم القدس يجب أن يتعين فيه مصير الشعوب المستضعفة، ولابدّ للمستضعفين أن يبرزوا قوتهم أمام المستكبرين، وينهضوا بقوة لإنقاذ فلسطين والقدس الشريف من مخالب الصهيونية العالمية".
لماذا يوم القدس؟
حمل إعلان يوم القدس بالدرجة الأولى قضية المستضعفين في العالم أجمع وليس فقط في فلسطين المحتلة، فأضحى بذلك يوماً عالمياً ويوماً لمواجهة المستكبرين، تأييداً لنداء الإمام الخميني (قده) الذي قال "إنّ يوم القدس يوم عالمي، وليس فقط يوماً خاصاً بالقدس، أنه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها للقوى الكبرى".
ومن العالمية إلى رمزية الوحدة بين المسلمين يبرز يوم القدس فهو محطة مناسبة لتجميع المستضعفين وتوحيد كلمتهم. وفي هذا البعد يقول الإمام الخميني : "لقد كان يوم القدس يوماً إسلامياً، ويوماً للتعبئة الإسلامية العامة، وآمل أن يكون هذا الأمر مقدمة لتأسيس حزب للمستضعفين في كل أنحاء العالم، وأتمنى أن يظهر حزب باسم المستضعفين في العالم".
بعد رمزيته الوحدوية، تأتي الرمزية الدينية للقدس، كتعبير عن مكانة الإسلام كدين إلهي شعاره رفع الظلم وإقامة العدل، فيكون بذلك إحياء يوم القدس عملية لإحياء الدين ونشره. وفي هذا المعنى يقول الإمام الخميني قدس سره: "أنني اعتبر يوم القدس يوماً للإسلام ويوماً لرسول الله (ص) ويوم يجب أن نجهّز فيه كل قوانا لإخراج المسلمين من العزلة".
ومن الأبعاد الحقيقية ليوم القدس، التي أكد عليها الإمام الخميني قدس سره هي ضرورة إحياء هذا اليوم، فليس الأمر مجرد رفضٍ للصهيونية ولهيمنتها ولتسلطها وليس هو مجرد النكران القلبي للظلم الناتج عن احتلال القدس، ومشروع تهويدها، إنما الأمر يتعدى ذلك إلى التحرك والنزول إلى الشارع والتعبير العملي عن الاستنكار والرفض للصهيونية وللاستكبار.
بين جمعة يوم القدس... وجمعة مسيرات العودة
في فلسطين المحتلة يختلف المشهد هذا العام، فمع حلول ذكرى النكسة نُظّمت مسيرات العودة واختارت هيئة التنظيم يوم الجمعة من كل أسبوع لإحياء تلك المسيرات على أوسع نطاق، تزامناً مع إطلاق صفقة القرن بمخطط صهيو-أمريكي وبتأييد وتخاذل عربي على رأسه المملكة السعودية.
المشهد ازداد اشتعالاً لا سيما بعد تنفيذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وبعد تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتشديد الحصار، ورغم ذلك كله لم تهدأ عزيمة الفلسطينيين وثباتهم الذين يخطونه في كل جمعة بدماء شهدائهم وجراح جرحاهم.
هذا العام..اختارت هيئة "مسيرات العودة" اسم" مليونية القدس" لتطلقه على المسيرات المنطلقة يوم القدس العالمي داعية إلى مشاركة شعبية مليونية قرب السياج الفاصل مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
لعلّ هذا المشهد سيحبط مخططات العدو المتربص ويفشل مخططه بجعل القدس عاصمة لـ (إسرائيل)، ولعل المسيرة ستكتمل لفتح أبواب بيت المقدس وتحقيق حلم الأمة الإسلامية بالصلاة الأبدية في كنفه.
أضيف بتاريخ :2018/06/08