هل يعرف العالم عنوان داعش؟!
سعيد الفرحة الغامدي ..
من الواضح أن داعش تشن حرباً شمولية تختار أهدافها وتمثل بضحاياها بشكل بشع ،ويعرف العالم أنها تجهز من ينفذ عملياتها للسير في اتجاه واحد لا رجعة فيه. وأغلبهم يفجرون أنفسهم أو يُقتلون برصاص الأمن الذي لم يتمكن منهم قبل تنفيذ عملياتهم. ومن الواضح أن داعش تنظيم سري متحرك باستمرار يتخفى عن الأنظار ولا يترك لأحد مجالاً لمعرفة عنوانه. في العراق استولى على الموصل وانطلق إلى أماكن أخرى. عناصر داعش مختلطة من عدة جنسيات عربية وأوربية وآسيوية.
الإحصائيات تدل أن هناك المئات أتوا من أوروبا بتدريب عالٍ في تقنية المعلومات واستخدام الأسلحة.هل وُجد تنظيم داعش قبل الربيع العربي أو بعده أم انه كان مخططاً له من بداية الألفية الثالثة. الاستخبارات الغربية تعرف الشيء الكثير عن التنظيم وربما يكون لها يد في تكوينه. عندما بدأت القاعدة كان لها عنوان وقائد كان يجري مقابلات صحفية ويصدر بيانات تتناقلها وسائل الإعلام العالمية. اعتقد البعض أنه من السهل القضاء عليها بسرعة ولكن التنظيم كان أعمق ولا يرتكب جرائم بشعة بالشكل الذي تمارسه داعش.
ممارسات طالبان داخل أفغانستان ضد المرأة كانت متخلفة إلى أقصى حد ولكنها لم يسمع عنها السبي والتهجير مثلما فعلت داعش في العراق وسوريا ولم يسمع أنها جندت مئات من الدول الغربية بين صفوفها. والرأي الذي لم يحسم بعد عن علاقة القاعدة بداعش وهل داعش تطور متقدم للقاعدة؟ هذه معلومات تملكها أجهزة الاستخبارات الغربية والمتلقي يبقى يخمن ويسأل من هي القاعدة ومن هي داعش.الفتاوى الدينية تقول إنهم خوارج وفرق ضالة ترتكب جرائم وتشعل الفتن. ويبقى السؤال إلى متى وكيف سيتم القضاء عليها. البعض يرى أن المناهج التعليمية هي من زرع بذور الأدلجة المتطرفة وأن إصلاحها هو الطريق الصحيح ولكن ذلك الطريق سيأخذ وقتاً طويلاً حتى يؤتي أُكله. وهناك من يقول إن الحروب عادة ما تنتهي بانتصار طرف على آخر مثلما حصل في الحرب العالمية الثانية عندما انتصر الحلفاء على هتلر وتغيرت السياسة العالمية بكاملها.
ولكن داعش تمارس أعمالها في عالم افتراضي فوق رمال متحركة وبين حين وآخر تنشر أفعالها عن طريق الشبكة العنكبوتية لتقول للعالم إنها موجودة. الغرب لازال يتعامل بحذر من إلصاق أفعال القاعدة وداعش بالدين الإسلامي ولكن إلى متى سيظل كذلك. الانتخابات الأمريكية سيكون لها أثر مفصلي أياً كان الفائز. ترامب أعلنها صراحة أنه سيمنع المسلمين من دخول أمريكا وهيلاري كلينتون تخشى أن تشمل النقمة اليهود وهي ذات علاقة وطيدة مع إسرائيل ولهذا لازال الحذر الغربي في حيرة من أمره.
جريدة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/08/15