الغرفة رقم 4
هايل الشمري ..
مواطنة شجاعة استوقفت وزير الصحة، خلال جولته أول من أمس في مستشفى عسير، وأخبرته بأن القسم الذي يعتزم المرور عليه الآن تمت تهيئته ليزوره، لذا أرادت منه المرور على الغرفة رقم (4)، مما جعل الوزير يلبي طلبها ويغير مسار جولته باتجاه تلك الغرفة ليكتشف سرها!
طبعا لم يكن بانتظار الوزير في الغرفة رقم (4) حفل مفاجئ أعد ابتهاجا بزيارته، وكعكة وضعت عليها صورته وتمت دعوته ليقوم بتقطيعها. بل سيرى ما لم يُراد له أن يراه، بدليل محاولة بعض مرافقيه في الجولة شرح ظروف تلك الغرفة، وأنها تقع في القسم الذي لم يشمله التحديث بعد.
في معظم قطاعاتنا الحكومية –الصحية وغيرها– توجد الغرفة رقم (4)، لكن ليس بالضرورة أن تكون على شكل غرفة، فقد تأتي أحيانا على هيئة شارع أو مدرسة أو مستوصف، أو حتى قسم ما في إدارة خدمية، وهي "المنطقة العمياء" في الجولات التفقدية، رغم أنها تمثل الوجه الحقيقي لحال ذلك القطاع، والشاهد الحاضر على معاناة مراجعيه.
عادة ما ينجح المدير المباشر لإدارة ما، في إخفاء الغرفة رقم (4) عن عين المسؤول الزائر، لذا لا يمكن أن تكون ضمن جدول زيارته، إلا في حال أوقعه حظه العاثر بأحد الحاضرين ممن يتقدم بشجاعة ليكشف المخفي، وذلك كما فعلت تلك المواطنة التي أعادت جدولة زيارة وزير الصحة لأقسام المستشفى!
لذا فوزير الصحة مدين لتلك المواطنة التي اختصرت عليه ما كان يبحث عنه، وأرشدته إلى الغرفة رقم (4)، بعدما كاد يتوه في دهاليز أقسام أخرى لم تكن يوما مجهزة بقدر ما كانت عليه في ذلك اليوم الذي زارها فيه الوزير!
إن أراد أي مسؤول القيام بزيارة تفقدية حقيقية، عليه أولا البحث عن الغرفة رقم (4) حتى يجدها، قد يحاولون إخفاءها عنه لتبدو وكأنها غير موجودة، لكنها في الحقيقة بمكان ما، لذا عليه مواصلة البحث عنها حتى يجدها.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/12/09