يا زينك ساكت!!
علي أحمد صحفان ..
«أسمع كلامك أصدِّقك، أشوف أمورك استعجب»، ينطبقُ هذا المثل على حال شركة المياه الوطنيَّة، ومشروعات الصرف الصحي في جدَّة، فعلى مدار السنوات الماضية، والشركة تصرِّح عبر مسؤوليها، أنَّ مشروع الصرف الصحي في جدَّة ينطلق بخطى واعدة، وسيكون عام 2015م هو موعد انتهاء منظومة المشروعات، وأنَّ الشركة تخطط لتغطية ما نسبته 70 في المئة من المساحة المأهولة بالسكان في مدينة جدَّة، بحلول نهاية عام 2013، فيما سيتم تغطية كامل الأحياء المأهولة بالسكان في مدينة جدَّة بنهاية عام 2015.
ونتفاجأ بتقرير نشرته صحيفة «المدينة» الأسبوع الماضي، أنَّ شبكات الصرف الصحي تغطي 34% من مدينة جدَّة، وسيتم زيادتها لتصل إلى 39% إلى نهاية 2020م! فما هذا الفرق في النسب الذي تجاوز المعقول إلى اللا معقول؟! فمن الممكن أن تبالغ في حدود 5%، أمَّا أنْ تصلَ المبالغةُ 100%، فهذا ضحك على الدقون، وتلاعب بمشاعر الناس، وعدم تقدير للمسؤوليَّة، ونسوا وتناسوا أنَّ الناس لا تنسى، وأنَّ الإعلام لا يفقد الذاكرة، وأن قوقل لا يرحم، فبضغطة زر يعرِّيهم، ويكشف كذبهم أمام أنفسهم، وأمام المسؤولين.
تصريحات مفرحة في حينها، جعلت الناس يحلمون باختفاء الصهاريج الصفراء من شوارع جدَّة، وروائح الصرف الصحي في الأحياء التي تزكم أنوفهم صباح مساء، ومرَّت السنون، ومازال سكان جدَّة يصبحون ويمسون عليها، فهل يعتقدون أنَّ الناس ينسون حلمًا كان يراودهم أكثر من عشرين عامًا أن يروا جدَّة خالية ونظيفة من الروائح، ومن صهاريج الصرف الصحي؟
من المعروف مَن يكثُر كلامُه يقلُّ عملُه، وعندنا مثل يقول (يازينك ساكت)، وأنتم أطلقتم الوعود، ولم توفوا بها، ولا أظنّكم أنَّكم ستفعلون ذلك، فلماذا هذه الوعود والمواعيد إذا أنتم لستم قادرين على الإنجاز؟ وسيظل مشروع الصرف الصحي بجدَّة مثالاً حيًّا للمشروعات المتعثِّرة، المشروع الذي لن ينتهي، وإذا تمَّ الانتهاء منه في المستقبل المنظور فأعتبره (حدثًا لن يُنسى).
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/12/27