بعد كلمة السيد نصرالله: ماذا كان يفعل السبهان في لبنان؟
ناصر قنديل
– صار أكيداً بعد الكلام الواضح للسيد حسن نصرالله عن مضمون المداخلة الأميركية الرسمية لمنع الدولة اللبنانية من تنفيذ عملية فجر الجرود أو تأجيلها لعام على الأقل، والتهديد بقطع المساعدات الأميركية عن الجيش اللبناني في حال الامتناع عن الأخذ بالطلب الأميركي، أن الفريق اللبناني المنتمي للحلف الذي تقوده واشنطن عالميا والرياض إقليميا، قد ارتكب بنظر واشنطن خطأين كبيرين متتاليين، الأول اعتقاده بأنه من المسموح له إعلان التأييد لعملية حزب الله في جرود عرسال أو التغاضي عنها أو عدم خوض حرب تشويه ضدها ومناكفة ومساجلة على حلفيتها، وافتراض أن ذلك يمنع حزب الله من الاستئثار بوهج الانتصار. والخطأ الثاني هو الظن بأنه يصحح خطأه الأول بتبني عملية تحرير الجرود اللبنانية في القاع ورأس بعلبك على أيدي الجيش اللبناني لإزاحة الأضواء عن إنجاز حزب الله وفتح منافسة بين الجيش والمقاومة.
– الأكيد أيضاً بالوقائع أن المتموضعين تحت الراية التي تظلل الخندق الأميركي السعودي بدّلوا لهجتهم واتخذوا عكس مواقفهم، تجاه عملية حزب الله في القلمون الغربي بالتعاون مع الجيش السوري، علماً أنها تسهّل عملية الجيش اللبناني من دون إحراجه بالتنسيق مع الجيش السوري الذي يرفضونه ويرفضه الأميركيون والسعوديون، وعلماً أنها لا تجري على أرض لبنانية، لكن العملية الجارية على الأرض اللبنانية لا تتمّ بدونها، وعلماً أن كشف مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين لا يتحقق من دون حشر المسلحين الذي يحتلّون الجرود بين نارَي الشرق والغرب، وفكّي كماشتهما، وعلماً أن التفاوض كما قال قائد الجيش العماد جوزف عون كان السبيل الوحيد لكشف مصير العسكريين، ومواصلة الحرب ستعني إبقاء المصير مجهولاً إلى الأبد، وأن كل التفاوض ووقف النار وانسحاب المسلحين كانت خطوات تمّت بشراكة قرار من قيادة الجيش وفقاً لتقدير أهداف العملية؟
– زاد من قيمة هذه الحقائق كلام السيد نصرالله عن الحسابات السورية التي لم تكن أولويتها العسكرية تلك المعركة ولا كان يناسبها القبول بنقل مسلحي داعش. وهي قبلت بطلبات حزب الله ونزلت عند رغبته كحليف، بحضور شخصي من السيد نصرالله للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، ترجمة لمطالب لبنانية وضعتها قيادة الجيش وتبنّاها حزب الله، فكيف يستقيم الترحيب بحرب خاضها حزب الله على أرض لبنانية ضد جبهة النصرة تنتهي بترحيل مسلحيها إلى إدلب، ويفترض أنها أخذت من طريق الجيش ما يجب أن يقوم به، مع التنديد بحرب يخوضها حزب الله خارج الأرض اللبنانية لتسهيل حرب يخوضها الجيش اللبناني على أرض لبنانية، ويستثمر تحالفه مع سوريا لإشراكها في الحرب وتحقيق الأهداف التي رسمها الجيش اللبناني، والحرب التي يخوضها الجيش يفترض أنّها طلب هؤلاء منعاً لتصدّر حزب الله لصورة النصر، ونقل المسلّحين هنا من ضمن رؤية قيادة الجيش لكشف مصير العسكريين بينما ليست في حساباته أو لا تعنيه على الأقل هناك، فكيف استقام هذا التناقض؟
– إذا كان التفسير للتبدّل والتناقض يختزن بالموقف الأميركي الذي كشفه السيد نصرالله، لكن الإحراج كان كبيراً لدرجة يصعب فيها التراجع عن منح الجيش التفويض اللازم لخوض معركته. والخشية من أن يخوضها حزب الله وحده،
وأمام إصرار الرئيس ميشال عون وقيادة الجيش على قرار المعركة، فاضطروا للمضي في المعركة محاولين التعويض والتكفير عن الأخطاء التي سجلها الأميركي عليهم، بالحملة العالية الوتيرة ضد حزب الله، فمن هو الصديق الذي أعاد ترتيب التفاهمات وطلب الصفح عن الأخطاء للحلفاء وأعاد تنظيم صفوفهم، وقاد الحملة على حزب الله في لبنان والعراق؟
– السفير السعودي السابق في بغداد ثامر السبهان والمسؤول عن الملف العراقي في فريق ولي العهد محمد بن سلمان زار بيروت بين حربَي الجرود، وحصر لقاءاته بجماعة السعودية، وشهد لبنان والعراق بفضل قيادته مواقف عالية السقوف ضد حزب الله، تقول المعلومات. وتقول إن الاتصال الهاتفي بين الرئيس دونالد ترامب والملك السعودي لم يكن لمناقشة الأزمة القطرية الخليجية، بل كان بطلب من القيادة العسكرية الأميركية من الرئيس ترامب للضغط لتصعيد الحملة لبنانياً وعراقياً على حزب الله وتحديداً لطلب زيادة المخصصات المالية لبعض الأطراف والشخصيات والمؤسسات الإعلامية اللبنانية والعراقية العاملة مع الأميركيين لتزخيم الحملة، كما تقول بعض المعلومات أيضاً.
جريدة البناء
أضيف بتاريخ :2017/09/01