دير الزور الضربة القاضية أو معركة «العلمين» السورية...!
محمد صادق الحسيني
كلّ شيء في الميادين يشي بتقهقر جيوش «محور الشرّ» من تلعفر إلى بحر الصين الأصفر..!
وهكذا تُذلّ الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التقدير، من بابا عمرو حتى جسر الشغور وصولاً إلى حلب كان
الدفاع سبيلهم إلى أن تغيّرت الموازين لصالح قوات الحلفاء فانتقلوا لحالة الهجوم…!
لقد حقق الجيش السوري وحلفاؤه نصراً عظيماً في دير الزور قلّ نظيره منذ انتصارات الجيوش السوفياتية في الحرب العالمية الثانية، بدءاً بستالينغراد مروراً بخاركوف وقوس كورسك….
وهكذا باتت داعش بين فكّي كماشة ولا يمكنها مواصلة الحرب لمدة أطول. انتهت اللعبة والهجوم الاستراتيجي مستمرّ حتى تحرير كل الأراضي السورية المحتلة كلها بما فيها جرابلس والحسكة…
يذكر أنه ابتداءً من حلب وما بعد حلب، كانت الموازين قد انقلبت بشكل واضح وحاسم لصالح تحالف المقاومة ضدّ دول محور الشرّ وانطلق الهجوم الاستراتيجي الكبير ما جعل أطراف «المحور» يشعرون بحالة انهيار نفسي كبير ووضع ميداني لا يُحسَدون عليه…
إنّ الانتصار العظيم الذي حقّقه الجيش العربي السوري ومعه قوات حلف المقاومة، في دير الزور في الخامس من أيلول 2017، المدعومة بغطاء جوي سوري روسي، إنما هو حلقة مهمة في حلقات الهجوم الاستراتيجي المتدحرج الذي تشنّه قوات حلف المقاومة، بما في ذلك القوات المسلحة العراقية، ضد قوى الإرهاب الصهيوأميركية والمموّلة سعودياً في سورية والعراق.
ذلك الهجوم الذي كانت قوات تحالف المقاومة قد بدأته قبل حوالي العام على جبهات عدة، إنما يتميّز عن غيره من زاوية أنه يؤسس لظروف ستضطر فيها عصابات داعش أن تقاتل على جبهتين هذه المرة في آن معاً، هما الجبهة العراقية والجبهة السورية… تماماً كما اضطرت قوات دول المحور أيام الحرب العالمية الثانية المانيا وإيطاليا للقتال على جبهتين بعد هزيمتها في معركة العلمين بداية شهر تشرين الثاني 1942 واضطرارها للانسحاب من ليبيا غرباً باتجاه الحدود التونسية. مما دفع بها، بعد عملية الإنزال الضخمة التي قام بها الجيشان الأميركي والبريطاني في كلّ من الجزائر والمغرب.
في بداية شهر تشرين الثاني 1942، نعم اضطرت تلك القوات المهزومة للقتال على جبهتين انطلاقاً من الحدود التونسية:
– الأولى من الغرب باتجاه ليبيا شرقاً ضد قوات الحلفاء التي كانت تطاردها لتعزيز نصرها الحلفاء الهام الذي تحقق في العلمين.
– والثانية باتجاه الجزائر غرباً في مواجهة القوات الأنجلوأميركية في الجزائر والمغرب.
ونظراً للعديد من الأسباب الميدانية التي قررت نتيجة المعركة مسبقاً الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تعرّضت لها القوات الهتلرية إلى جانب المشاكل العصية على الحل في مجال الإمداد والتزويد – وقود وذخيرة ومعدات قتال- ما آل بتلك القوات للإقرار بالهزيمة النهائية أواخر شهر أيار عام 1943.
تلك الهزيمة التي فتحت الطريق لقوات الحلفاء لتنفيذ عملية إنزال واسعة في جزيرة صقلية الإيطالية بتاريخ 10/7/1943 والسيطرة عليها خلال وقت قصير، ثم قيام هذه القوات بعملية الإنزال الأولى على البر الإيطالي بداية شهر أيلول 1943.
وهذا بالضبط هو ما يحدث الآن في معركتنا الحالية ضدّ قوات الحلف الصهيوأميركي…
فبعد أن رفضت قوات محور الشرّ الآنف الذكر الاستماع إلى نصيحة السيد حسن نصرالله قبل أشهر عدة بإلقاء السلاح والتفاوض على تسوية أوضاعها قبل فوات الأوان. فها هي فلولها تقاتل على جبهتين، العراقية شرقاً والسورية غرباً، بانتظار لحظة الحقيقة المرة، ألا وهي لحظة القضاء المبرم على ما تبقى من عصاباتها قريباً على أيدي القوات المسلحة لحلف المقاومة في العراق وسورية…
لهؤلاء المهزومين نقول: لن ينفعكم لا إقامة مدرسة «إسرائيلية» في أدلب، التي تسيطر عليها عصابات النصرة، والتي أقامها رجل الأعمال الصهيوني موتي كاهانا، كما لن تنفعكم الكلية الحربية التي كان يعمل على تأسيسها في دير الزّور ضباط وحدة – سارييت متكال «الإسرائيلية» الموكلة بالمهمات الخاصة والملحقة بشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش «الإسرائيلي»….
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الوحدة هي التي نفذت العديد من الجرائم والعمليات القذرة في السابق، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
– عملية عنتيبي سنة 1976 في أوغندا للسيطرة على الطائرة الفرنسية المختطفة إلى هناك.
– عملية اغتيال الشهيد خليل الوزير، أبو جهاد، في تونس عام 1988.
– عملية اختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد والمجاهد مصطفى الديراني في لبنان عام 1994 بهدف مبادلتهما مع الطيار «الإسرائيلي» المفقود رون أراد.
إما أشهر متخرجي هذه الوحدة، فهم:
– إيهود باراك، وزير الحرب ورئيس الوزراء «الإسرائيلي» السابق.
– موشي يعالون، وزير الحرب السابق.
– بنيامين نتن ياهو، رئيس الوزراء الحالي.
– أفي ديمتري، رئيس الشاباك ووزير الأمن «الإسرائيلي» السابق.
– اللواء احتياط عوزي دايان.
– نفتالي بينيت الوزير الحالي في الحكومة «الإسرائيلية».
كما ينبغي التذكير أيضاً بأن هذه الوحدة هي الوحدة التي ترفع شعار:
– الجَسور أو الشجاع ينتصر.
هذا الشعار الذي كان يوماً جزءاً من زمن الهزائم في أمتنا والذي ولّى بلا رجعة، فيما تحوّل إلى زمان اليأس والإحباط عند العدو مما دفع بالضباط المشار إليهم أعلاه أن يطلبوا النجدة من سيّدهم الأميركي الذي أرسل طائرتين مروحيّتين أميركيتين لإخلائهم ليلاً من منطقتي البوليل والرحبة في ريف دير الزُّور الجنوبي الشرقي ليلتي 24/8/2017 و 28/8/2017.
وهذا ما يؤكد أنّ مشغليهم قد تخلوا عنهم تماماً وتركوهم لمواجهة مصيرهم الأسود بعدما تجلّى عجزهم عن مواجهة قوات حلف المقاومة في الميادين وبعد أن تيقّنوا من سقوط مشروعهم التدميري الذي كُانوا ينفّذون….
للمرتزقة الصغار وضباط الكيان المرعوبين نقول:
قضي الأمر الذي فيه تستجديان…
وما هي إلا أسابيع قليلة حتى تتم تصفية وجودكم السرطاني في غرب العراق وشرق سورية وشمالها ومعكم أسيادكم الأميركيين في التنف والرميلان وغيرهما من مراكز ارتكازكم المترنّحة تحت ضربات قوات النخبة من الجيش والمقاومة.
بعدنا طيّبين، قولوا الله…
جريدة البناء
أضيف بتاريخ :2017/09/08