كيف سيردّ محور المقاومة على واشنطن؟ الرياض والقواعد الأميركية في سورية والعراق
ناصر قنديل
– رغم اللغة الأميركية المتناقضة الأهداف في الحديث عن العملية العسكرية التي بشّر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضدّ سورية، يتصرف محور المقاومة كأنّ الحرب قادمة ويضع كلّ الفرضيات على الطاولة، ويحاول رسم سيناريوات افتراضية ليضع مقابلاً موازياً لكلّ منها. فالمعارك المصيرية التي خاضها وانتصر فيها، ومثلها التضحيات الجسام التي بذلها، وصولاً للتفوّق الاستراتيجي الذي تمكّن من تحقيقه، كلها ستكون أمام استحقاق مصيري إذا نفذت واشنطن تهديداتها، لذلك لا مجال للنقاش في طبيعة القرار، فهو حاسم وحازم وواضح، خوض المواجهة حتى تثبيت نتائج الانتصارات.
– يتابع المعنيون بالتقديرات والفرضيات والأبعاد السياسية ما يصدر من واشنطن وعواصم حلفائها بالتفاصيل، لكن المعنيين بالتحضيرات الميدانية يتصرفون وكأنّ الحرب قد بدأت، ويخططون كيف يجعلونها أقصر زمناً وأضيق مساحة برسائل رادعة تستهلك ساعاتها الأولى وتضع واشنطن وحلفاءها أمام خيارات صعبة، ويزيدهم ثقة بالقدرة على ذلك ما يصلهم من ارتباك تعكسه الأهداف الأميركية المتناقضة، بين ضربة موجعة تهزّ الدولة السورية وتصيبها بالشلل، وتفادي التصادم مع روسيا وإيران، ومن ثمّ ربطها باستخدام السلاح الكيميائي الذي تبدأ للتوّ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقيقاً حول مبدأ حدوثه وللمرة الأولى في الميدان، وليس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
– اتساع حجم الحلفاء المشاركين لواشنطن في التحضير عن الضربة العسكرية يريح محور المقاومة ولا يزعجه أو يربكه، فهذا يوسّع دائرة الخيارات، ويمنح استهداف هؤلاء الحلفاء ضمن دائرة الردّ، عملاً مشروعاً وقانونياً، وليس مجرد انتقام بالواسطة مبنيّ على الافتراض والنيات، ولذلك تتمّ متابعة تفصيلية للكلام عن حلفاء إقليميين، والتوقف أمام التفاصيل هنا لمعرفة من هم هؤلاء الحلفاء لإضافتهم إلى جداول الردود، بعدما حسمت السعودية بإعلانها رسمياً الانضمام إلى الحملة الأميركية، ويجري الحديث عن انضمام الإمارات، وربما الأردن، ومعرفة هل ستوضع القواعد الأميركية في قطر وتركيا بتصرّف الحملة أم لا؟
– الأهداف المشروعة تبدو حتى الآن موزعة بين الرياض التي أعلنت أنّها شريك في الحرب، والقواعد الأميركية المنتشرة في سورية والعراق والأردن، وهي كما يبدو ليست أهدافاً ستُضطر القوى الكبرى في محور المقاومة لتولي أمرها، فالصواريخ التي تتساقط على الرياض ستزداد وتيرتها تصاعداً كلما بدا أنّ العملية الأميركية أكثر جدية، والمقاومة الوطنية السورية في شمال شرق سورية تتكفّل بالقواعد الأميركية هناك بالعبوات والصواريخ الصغيرة وربما بالعمليات الاستشهادية أو الاقتحامية، بينما تبدو قاعدة التنف والقواعد الأميركية في العراق مهدّدة بقوة بنيران فصائل المقاومة العراقية.
– بنك الأهداف يتسع لدى محور المقاومة لمصالح فرنسية اقتصادية شمال سورية ومواقع بريطانية استخبارية جنوب سورية، وتوضع الحركة الإسرائيلية تحت الأنظار، لمعرفة كيفية التصرف الإسرائيلي من جهة، وملاءمة توقيت اعتبار المواجهة باتت تستدعي نقل المعركة إلى العمق الإسرائيلي.
– بعض الخبراء يربط جدية القرار الأميركي بالخروج من التصعيد التفاوضي إلى حرب فعلية، بإخلاء القواعد الأميركية في سورية والعراق، كي لا تكون فاتحة المواجهة نقل عشرات التوابيت للجنود والضباط الأميركيين مبكراً على متن الطائرات التي يفترض أنها جاءت لإيصال المزيد منهم، وبتخفيض عدد الحلفاء لا بزيادتهم.
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2018/04/12