ثقافة المقاومة متجذّرة في مجتمعنا وتصعيدها مطلوب في مواجهة التطبيع
زهير فياض
تطلّ علينا ذكرى المقاومة والتحرير هذا العام وأمتنا تواجه التحديات الكبرى التي تستهدف كامل البنية القومية والمجتمعية، وفي مساحة زمنية مليئة بالأخطار تواجهنا من كلّ حدب وصوب.
تأتي ذكرى المقاومة والتحرير هذا العام، وقد حققت القوى الحيّة في مجتمعنا إنجازات هائلة في الميدان في مواجهة مشاريع الإرهاب والتقسيم والتفتيت، ولا سيما في الشام والعراق ولبنان، وفي مواجهة الاحتلال «الإسرائيلي» في فلسطين المحتلة.
تطلّ الذكرى والأخطار ما زالت تتوالى وتتوالد بأشكال مختلفة ومتعدّدة مما يفرض ارتقاءً إلى مستوى هذه الأخطار، ووضع الخطط الكفيلة لمواجهتها والتصدّي لها على المستويات كافة.
إنّ معاني الذكرى، ذكرى المقاومة المستمرّة تفرض علينا اليوم، قبل الغد، التركيز على البعد الثقافي لعملية المواجهة الشاملة لكلّ الأخطار والتحديات.
فعملية تحرير الأرض وإنجازات المقاومة في لبنان وفلسطين والشام والعراق وفي كلّ منطقة من بلادنا، لا يمكن أن تحقق كامل أهدافها إلا إذا ارتكزت على البعد الثقافي والفكري في عملية المواجهة أولاً، وفي عملية بناء الإنسان الجديد ثانياً. الإنسان الجديد المتحرّر من الأمراض الاجتماعية كافة من الطائفية إلى المذهبية إلى العشائرية إلى الفردية والطبقية إلى كلّ أشكال الانقسامات الأفقية والعمودية التي تشكل خطراً على بنية المجتمع القومي وعلى وحدته وسلامته.
فالمشروع المعادي بكلّ تفاصيله وأشكاله وأدواته يحاول جاهداً الدخول إلى قلب مجتمعنا لتفتيته من الداخل، وتحقيق انشطارات بنيوية في قلبه، من خلال التطبيع والتشويه والتهجين والتحريف لكامل منظومة القيم والمبادئ والمناقب التي شكلت وتشكل صمّام الأمان للمجتمع في حاضره ومستقبله.
في عيد المقاومة والتحرير، نعاهد أبناء شعبنا، أنّه كان وسيبقى في طليعة القوى الحيّة، حركة نهضوية ثقافية تحرّرية تخوض كلّ أشكال النضال والمقاومة من الميدان إلى الثقافة، إلى التربية، إلى التعليم، إلى الفكر دفاعاً عن حياة ومستقبل هذه الأمة.
في عيد المقاومة والتحرير، نوجّه تحية إلى الشهداء أولاً، إلى الجرحى، إلى المناضلين كافة في الساحات كافة كي تبقى أمتنا حرّة عزيزة، وكي لا يكون القبر مكاناً لها تحت الشمس.
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2018/05/25